Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد أحمد مقبول

فقدناها!!

A A
أظن أن كثيراً منا يذكر بعض البرامج التلفزيونية المميزة في فترات سابقة، مثل «بنك المعلومات» الذي كان يقدمه الدكتور عمر الخطيب وكان ثرياً بالمعلومات والثقافة العامة ويتم إنتاجه بالتعاون مع جامعة الملك سعود بالرياض، وبرنامج «افتح يا سمسم» الموجَّه للأطفال وقد كان رائعاً بمعنى الكلمة من حيث اللغة التي يحاول تنميتها لدى الأطفال والنشء ومن حيث المحتوى والفكرة والمضمون، وبرنامج «سلامتك» الذي يقدم معلومات عن السلامة العامة في المنازل وأماكن العمل والدراسة والسلامة المرورية وغيرها، وقد كان البرنامجان الأخيران من إنتاج مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربي.

مثل هذه البرامج الهادفة والنافعة والثرية بالمعلومات والرسائل الإيجابية التي تبثها وتحاول التأثير بها في السلوك العام للمجتمع بمختلف شرائحه أطفالاً وكباراً.. لا أعرف لماذا توقفت؟! ولماذا لم تكن نواة لتطوير برامج تحاكي لغة العصر والاهتمامات المتغيرة والمتجددة للمجتمع؟!.. أعتقد أنه كان يمكن أن تستخدم كلبنة يمكن البناء عليها وتطويرها.

من الأشياء الرائعة في فترة ما يحلو للبعض أن يسميها بالزمن الجميل أو جيل الطيبين الأنشطة اللاصفية في المدارس.. وقد كانت مدارسنا تحفل بها بشكل واضح وملموس، فقد كانت هناك مجموعات النشاط الطلابي مثل مجموعة الإذاعة المدرسية ومجموعة الصحافة ومجموعة الرسم ومجموعة الخدمة العامة ومجموعة المسرح المدرسي وغيرها من الأنشطة والرحلات المدرسية الهادفة، مجموعات النشاط هذه كانت تنمي مهارات الطلاب من المرحلة الابتدائية وتكتشف فيهم المواهب وتبرز القدرات وتصنع جواً من التنافس الرائع وترسخ مفاهيم العمل الجماعي وفرق العمل.. وأصبحنا الآن نفتقدها وللأسف في مدارسنا بصورة مؤلمة.

أيضاً المسابقات العلمية والثقافية التي كانت تقام في المدارس بين صفوف المرحلة الواحدة وكانت تجري لها دوريات تتنافس فيها الفصول ويتم تصفية الفريق الفائز من كل مدرسة ثم تجرى المسابقة بين عدة مدارس وتتم التصفية بينها الى أن يبقى فريقان يتنافسان وتجرى بينهما المسابقة النهائية التي ينقلها التلفزيون في بث عام ويحضرها جمهور مشجع من المدارس المتسابقة وأولياء الأمور، كان يقدمها الإعلامي الرائع الراحل ماجد الشبل يرحمه الله. وكانت تخلق نوعاً من الحماس والتنافس الشريف وتعزز قيم التميز لدى الطلاب.

مثل هذا النشاط الجميل أيضاً فقدناه مثلما فقدنا أشياء كثيرة جميلة كان يمكن كذلك البناء عليها وتطويرها.

هذا يقودني إلى سؤال فيه نوع من الألم والحسرة.. لماذا نفقد أشياء كانت رائعة كان أجدر بنا أن نستثمرها ونستمر فيها ونحسِّنها ونطوِّرها؟

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store