Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

مهرجان فورمولا.. والأرض كلها وطني

A A
مع أن كثيراً من الرياضات لا تدخل دائرة اهتمامي، ولا تحظى بمتابعتي أو حتى فهمي، إلا أن مهرجان فورمولا إي الدرعية 2018، حظي مني بالاهتمام والمتابعة؛ فكل ما يقع خارج اهتمامك وبعيداً عن مجال رؤيتك ومتابعتك يقبع في خانة المجهول بالنسبة لك، على رأي «البعيد عن العين بعيد عن القلب»، مع خطأ تحقُّق هذا المعنى في العلاقات الإنسانية الحميمة، إلا أنه في النشاط البشري مُتحقَّق بنسبةٍ كبيرة من وجهة نظري.

حركة التغيير التي بدأت إرهاصاتها على أرض الوطن مع رؤية 2030، هي بالتأكيد داخل مجال اهتمامي، بل تُحرِّض فضولي على المتابعة، فـ»الأرض كلها وطني»، ليس بالمعنى الذي أطلقه «جبران خليل جبران» في مهجره، بل بالمعني الوطني، أي أن كل حدث فني، ثقافي، سياسي أو رياضي على أي أرض داخل حدود الوطن يصبح بؤرة اهتمامي، كالحدث الرياضي الأبرز في مدينة الدرعية العريقة بتاريخها الرمزي الوطني في تأسيس الدولة السعودية الأولى، بل كانت عاصمة الدولة الناشئة، وكما شكَّلت منعطفاً تاريخياً في تأسيس الدولة السعودية، فهي تُشكِّل منعطفاً نهضوياً وحضارياً تقدمياً على مستوى عالمي، بعد أن ظلت قضية التقدُّم فيما مضى حلماً صعب المنال، أصبحنا نلفت الأنظار، بهذا الحراك المتنامي، والذي اشتمل على كل مجال، كمهرجان سباق السعودية «فورمولا إي- الدرعية 2018م» بطولة سباقات فورمولا «السيارات الكهربائية» أول سلسلة عالمية لسباقات الشوارع للسيارات التي تعمل بالطاقة الكهربائية، في المملكة العربية السعودية، على قطعة عزيزة من أرض وطني، فالأرض كلها وطني، لأن سباقات فورمولا تحدث في شوارع أكثر المدن شهرة، نيويورك، باريس، هونج كونج، لكنها أقيمت في الرياض على أرض الدرعية، التي تحمل صبغة اجتماعية مختلفة عن بقية المدن، وهذا يُؤكِّد ضلالة الوهم الذي روّجوه لنا حول انغلاق فِكر مجتمعنا، ضخَّموا عزلتنا، بثّوا الخوف في طموحنا، ثم اكتشفنا أننا مجتمع يحمل في تكوينه بذور التقدم والانفتاح، ولديه طاقة إبداعية في كل مجال.

شارك في سباقات فورمولا إي الدرعية 2018م، متسابقون من عدة دول، كما صاحب فعاليات السباق عدة أنشطة ثقافية وفنية، حوَّلت أنظار العالم إلى هذه المدينة العريقة التي لم تكن تُذكر إلا في سياق تأسيس الدولة السعودية، لكنها اليوم ضمن مدن العالم الأشهر في سباقات السيارات الكهربائية، بحضور ولي العهد الأمير الشاب الذي يحمل هذا الفكر التقدُّمي، لذلك هاجت وماجت الصدور الحاقدة بالغيرة والحسد، وروّجوا للأكاذيب، حول المهرجان، وحول كل نشاط يحدث على أرض السعودية. يُؤلم نفوسهم انتقال السعودية من عصر الانغلاق والخروج من قائمة التخلُّف والعالم الثالث إلى العالم الأول، يُروِّجون الأكاذيب، ويُوجِّهون سهام نقدهم إلى حركة التغيير الطبيعية التي تمر بها المجتمعات الحيوية، التي تمتلك مقومات النهضة كالسعودية بقيادة الملك سلمان وفكر ولي عهده محمد بن سلمان.

يحق لكل مواطن أن يفخر بهذه الإنجازات المتتالية التي تشهدها المدن السعودية لتحقيق رؤية 2030، مهرجانات، منتديات اقتصادية، صناعات مختلفة، حفلات وعروض ترفيهية، تتم في كل مدينة لتحقيق الوحدة الوطنية، فلا فعل يمتلك القدرة والإمكان على التقارب والتجاذب كفعل الثقافة بكل مكوناتها وصورها وأشكالها.

المهرجانات، مظهر من المظاهر الثقافية التي تمتلك القدرة على الجذب والحشد، والمشاركة والتشارك في المتعة والإحساس، وتغذية الحواس بالمضمون القيمي والأخلاقي للفعاليات والأنشطة والعروض والاستعراضات أو السباقات، كما هو الحدث الذي جذبني، رغم أني لم أكن أعرف شيئاً عن الدرعية، إلا أنها العاصمة السعودية الأولى، ثم هاهي تتحوَّل إلى محط أنظار العالم، وأكبر جاذب للنخب من كل مجال، ليُدركوا أن السعودية الجديدة امتطت صهوة التقدُّم بحزمٍ وإصرار.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store