Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

اتفاق ستكهولم.. هل ينهي الصراع اليمني؟!

A A
هل ستنتهي المحنة التي يعاني منها الشعب اليمني -بسبب الانقلابيين- بتوقيع الاتفاق الأخير الذي تم في السويد بين الحكومة الشرعية وبين الميليشيات الحوثية؟! سؤال تصعب الإجابة عليه، ذلك أن ٧٥ اتفاقًا تعهد الحوثيون فيها بتنفيذ بنودها ولم ينفذوا بندًا واحدًا مما تم الاتفاق عليه.

ولست متفائلاً هذه المرة، ولم أكن متفائلاً في المرات السابقة بحدوث انفراج يشيع السلام في ربوع اليمن طالما يسعى الحوثيون على وضعهم هذا، دولة داخل دولة تمتلك السلاح وتستفز الحكومات اليمنية وتدخل معها في حروب، ولعل الكل يتذكر بأنهم أشعلوا ثمانية حروب في عهد الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، ومن ثم دخلوا معه في تحالف بعد الانتفاضة التي خرجت على حكم الرئيس صالح وانقلابه على الحكومة الشرعية؛ قتلوه بعدها شر قتلة.

كانت بوادر عدم الثقة في تعهدات الحوثيين؛ أنهم وقبل أن يجف حبر توقيعهم، وبعد عودتهم، قاموا بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، واعتقلوا ضباط الأمن القومي، بالإضافة إلى نهبهم لميناء الحديدة قبل الخروج منه وسرقة السيارات ونهب الحاويات.

إن موافقة الحوثيين على اتفاق (ستوكهولم) هو تضييع وقت -كما يفعلون دائمًا- لإطالة أمد النزاع وإعادة الصفوف، ومن خلال التجارب، فإن الحوثيين يجيدون تخدير المبعوثين الدوليين، يعطونهم الأمل، ولكنهم لا يوفون بوعودهم ولا بعهودهم، وقد أسقطوا مهمات المبعوثين السابقين بعد جولات مكوكية، واتفاقات عدة في أماكن مختلفة دامت لسنوات عدة، استسلموا جميعهم وأعلنوا انسحابهم لأنهم لا يتعاملون مع مسؤولين لديهم خبرة وحنكة في السياسة، بل يتعاملون مع شخصيات تسكن الكهوف. الشاهد على هذا أنهم دبروا مرة عملية اغتيال المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد واتهموه بأنه مؤجج للحرب ويمارس الشحن الطائفي والمذهبي ومنحاز وغير حيادي.

نحن نتمنى بأن تحط الحرب أوزارها عقب هذا الاتفاق، الذي لاشك بأنه لم يأتِ نتيجة مساعٍ ناجحة من مبعوث الأمم المتحدة (غريفث) فقط، بل تحقق بفضل الضغط العسكري للقوات الشرعية المدعومة من التحالف، الأمر الذي أجبرهم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. ما نريده من الأمم المتحدة هو أن تشرع في سرعة تشكيل قوة مراقبة قوية وفعالة ترصد امتثال الأطراف لتلك الالتزامات الموقَّع عليها من قبل الطرفين قبل أن ينفرط عقد الاتفاق الذي ظهرت بوادره من خلال خرق اتفاق وقف إطلاق النار من قبل ميليشيات الحوثي ونهب ميناء الحديدة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store