Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

عودة للتراث

A A
انطلقت أول أمس (الخميس) فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 33»، وذلك برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله- والذي تنظمه وزارة الحرس الوطني في كل عام، ويُعد هذا المهرجان مناسبة تاريخية وطنية في مجال الثقافة والتراث والفنون الإبداعية، كما أنه أحد المؤشرات الهامة التي تؤكد حرص واهتمام القيادة بالتراث والثقافة والتقاليد، والقيم العربية الأصيلة.

بدأت فكرة الجنادرية عند صدور الأمر الملكي الكريم في عام 1985م في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -يرحمه الله-، وقد كانت بذرة بذرها الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله- وتعهَّدها بالرعاية والعناية حتى نمت وترعرعت وأثمرت، فأصبحت اليوم أحد المشاريع الحضارية والوطنية التي تجمع، ليس فقط أبناء الوطن من مختلف المناطق، بل وكذلك الضيوف من بعض دول العالم من الذين يحرصون على التعرف على ثقافات وفنون وتراث وفكر ومعرفة مختلفة، ويمتزج في هذا المهرجان عبق التاريخ التليد والهوية الوطنية الحديثة، كما تمتزج الأصالة والماضي العتيق مع الحاضر الزاهر، والذي يسعى للتأكيد بالتمسُّك بالموروث الشعبي الوطني بكافة جوانبه والمحافظة عليه ليبقى للأجيال القادمة.

ما أجمل أن تذهب إلى شمال شرق الرياض لتجد هناك قرية واحدة متكاملة تضم بين جنباتها مجمعًا لكل منطقة من مناطق المملكة، كما تضم أجنحة مختلفة لأغلب مؤسسات ووزارات الدولة والتي تُعرف بخدماتها، كما تجد فيها الموروث الثقافي والمادي للإنسان السعودي والأدوات التي كان يستخدمها في بيئته منذ عقودٍ من الزمن، كما تستمتع بسباق الهجن السنوي، وتطّلع على التراث الشعبي وما يحويه من صناعاتٍ يدوية وحرف تقليدية، كما تستضيف الجنادرية سنويًا دولة شقيقة أو صديقة لتكون ضيف شرف المهرجان، وفي هذا العام كانت (جمهورية إندونيسيا) هي ضيفة الشرف، كما يحظى المهرجان بتكريم سنوي لشخصيات ثقافية قدَّمت نتاجًا فكريًا وثقافيًا مميزًا للوطن.

المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، هو صورة حقيقية للحضارة السعودية بكافة جوانبها الإبداعية، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو فنية أو ثقافية، كما أنه رسالة متفتحة ومنهجًا يؤمن بالتفاهم والتلاقي مع الآخر، ويحرص على أن يعمل هذا المهرجان على استرجاع العادات والتقاليد الحميدة، وأن يكون محطة تلاحم للموروث الشعبي بكافة جوانبه، وتشجيع التراث وإعادة صياغته ورعايته وصقله والمحافظة عليه وحمايته من التشويه والإهمال.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store