Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

كليات المجتمع: (الهدف تسلل)!

صدى الميدان

A A
* ورد في أول أهداف إنشاء كليات المجتمع ما نصه : "توفير برامج شاملة، ومتنوعة تشمل التأهيل لوظائف يحتاجها سوق العمل، في المجتمع المحلي". هذا الهدف (البراق) لاشك في أنه أحد أهم دوافع الطلاب والطالبات للانضمام إلى تلك الكليات الجديدة ، التي كان تأسيسها عام 1422 تحت إشراف وزارة التربية والتعليم، ثم ألحقت بالجامعات بدءاً من عام 1423، حيث أنه لا خلاف على طموح أولئك الطلاب والطالبات، في البحث عن مستقبل مضمون الوظيفة بإذن الله.

* وبما أن كليات المجتمع جديدة آنذاك، فذلك يعني أنها تنطلق من حاجة سوق العمل، وهذا ما تؤكده أهدافها، كما هو بريق الهدف الآنف الذكر، وعليه فلا غرابة في توافد الطلاب والطالبات إليها، وبأعداد كبيرة، في ظل ما يعانيه خريجو الجامعات والكليات من بطالة تجاوزت العقود.

* دارت عجلة الدراسة في كليات المجتمع بآمال كبيرة، حتى مع معاناة عدم وجود مكافأة، فضلاً عن مصاريف الدراسة والنقل، ولكن كل ذلك يهون في سبيل ما وعدت به أهداف افتتاح كليات المجتمع، فعسر الدراسة، يعقبه يسر المستقبل الزاهر، والوظيفة المناسبة.

* بدأت زغاريد الفرح، وعبارات المباركة، تهلُّ تباعاً على الخريجين والخريجات، في وقت لا تسعهم الفرحة، فهاهي الدفعة الأولى -قبل أكثر من عشر سنوات- تلوح بوثائق التخرج، و(جيناك يا سوق العمل )، إلا أن تلك الفرحة لم تتجاوز أيام الاحتفالات المنزلية، وتورتة النجاح، فالخريجون والخريجات الذين هبُّوا زرافات ووحداناً نحو سوق العمل منذ تخرجهم، لم يجدوا من يقول لهم (مرحباً)، رغم هذه التخصصات: حاسب وبرمجة ونظم معلومات ومحاسبة ولغة إنجليزية وتسوق وإدارة وسكرتارية وسجلات ومختبرات وعلاج طبيعي... الخ.

* لنصل إلى أن كم الحسرة في حديث إحدى الخريجات، في كونها قاربت من العمر الخامسة والثلاثين، ولم تجد سوى البطالة، يُسحب على مثيلاتها، وأن كليات المجتمع بقدر ما رسم لها من بريق نحو مستقبل زاهر في أذهان الطلاب والطالبات، لم تفِ بما وعدت به، وأن وزارتي التعليم والخدمة تخلَّتا عن خريجي وخريجات كليات المجتمع، وأسلمتاهم للبطالة.

* تلك البطالة التي تمخضت عن (مطالبة) صادرة من مجلس الشورى، قبل أكثر من عام بتوظيفهم، إلا أن تلك المطالبة لم تجد أي تجاوب حتى الآن، وهو ما يعيدنا إلى ما بدأت به من الحديث عن الهدف الأول من إنشاء كليات المجتمع، الذي تؤكد معطيات بطالة خريجي وخريجات كليات المجتمع من أنه -مع شديد الأسف- (طلع تسلل)، وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store