Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

المواطنون أهدوا الوزارة فماذا ستهديهم؟!

بضاعة مزجاة

A A
كشف وسْم (# ماذا_تريدون) في تويتر، ذلك الذي دشّنته وزارة الشؤون البلدية والقروية لمعرفة طلبات المواطنين منها في عهد وزيرها الجديد ماجد القصبي، المقدار الضخم للطلبات، والتي كان يُفترض إنجازها من قبل الوزارة في العقود السابقة، ولم تُنجزها حتّى تاريخه، لماذا؟ لا أدري، ولو كنتُ أدري لما بَخِلْتُ عليكم في إجابة السؤال!.

المهمّ أنّ المواطنين أهدوا الوزارة «مجّاناً» إحاطة معرفية بمئات الطلبات التي يمكنني وصفها بالمُحِقّة، وتُعتبر رؤية عمل رائعة، ولو نفّذت الوزارة نصفها أو حتّى ربعها لأصبحت مُدننا وقُرانا أنموذجاً يُحتذى به عالمياً، ولو أنفقت الوزارة مئات الملايين من الريالات على عقود مع شركات استشارية عالمية لتحديد الرؤية لما فَلِحَت في التحديد فيما فَلِحَ فيه المواطنون، ولولا صِغَر مساحة زاويتي لَسَرَدْتُ لكم بنود الرؤية، بيْد أنّ أهمّها هو خلق تنمية حقيقية في الأرياف، وخصخصة بعض الخدمات البلدية، وتأهيل الأحياء الشعبية، والحدّ من التلوّث البصري في الشوارع، وتطوير بيئة العمل في الأمانات والمجالس البلدية، والإشراف الصارم على شركات خدمات الشوارع التي عاثت في الأرض تحفيراً وتخريباً، وتوحيد الإجراءات في كافّة الأمانات، وغيرها!.

ومع هدية غالية كهذه من المواطنين للوزارة، هل تتُحفنا الوزارة بردّ الهدية بهدية مثلها أو أحسن منها؟ كيف؟ بسيطة، بأن تُنجز رؤية المواطنين، ممّا هو في مُتناول اليد وليس من سابع المستحيلات إطلاقاً، وأن تُدْخِل مُدننا وقُرانا موسوعة أفضل الأماكن لعيش البشر في العالم، كحقيقة لا ككلام ليل يمحوه النهار، لم لا؟ ألا نملك الأموال اللازمة التي هي عصب كلّ رؤية؟ ألا نملك الرغبة في ذلك؟ والمطلوب فقط هو: تخطيط سليم، وعزم رشيد، وحزم كبير، وإخلاص متفانٍ، وابتكار بلا كلل، ومتابعة بلا خلل، فينتج عنه مُدن وقُرى سعيدة، وحياة رغيدة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store