Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

حماية الأبناء من هذا الغزو

A A
يفيد المختصون بأن مسألة الغزو الفكري مرجعها في الأساس ثلاثة عناصر رئيسة، هي المنزل والمدرسة والشارع، فتلك القنوات الثلاث تساهم بشكل كبير في تشكيل مفاهيم حياتنا، ويضاف لها اليوم ما أحدثته الثورة التقنية من تطورٍ كبير في تعزيز مكانة تلك العناصر، وذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعية والإعلام الجديد الذي أصبحت بصمته واضحة على المجتمع بشكلٍ عام، والأبناء بشكلٍ خاص.

التصدي للغزو الفكري يكمن في إيجاد أساس متين يبدأ تكوينه مبكرًا في المنزل مع بذل الجهد الكبير من الوالدين في التعامل مع الأبناء والتعاطي مع أفكارهم بأسلوبٍ حديث راق، يستوعب أعمارهم وقدراتهم، ويحترم مواهبهم، ويُؤصِّل فيهم الخير، ويغرس في قلوبهم المعروف، ويُعوِّدهم على الفضائل، ويُبعدهم عن الرذائل، ويُكسبهم الخصال الحسنة لتكون منهج حياتهم، ولا يعمد لأسلوب القسوة والشدة باستمرار حتى لا يخلق أحيانًا في المنزل أبناء ذوي شخصيات مزدوجة، فتجدهم في المنزل يعيشون بطريقةٍ معينة خوفًا من شخص ما، فإن خرجوا من المنزل أو ذهبوا للمدرسة عاشوا بشخصية مختلفة تمامًا عما هم عليه داخل المنزل.

بعض الشباب اليوم -وخصوصًا من هم في عمر المراهقة- إن لم تشغلهم بما هو حق وبما يُعزِّز لديهم عناصر الخير، ويُصقل مواهبهم وقدراتهم، ويُؤصِّل لديهم الفضائل، شغلوا أنفسهم بغير ذلك، وغرر بهم من قِبَل الأعداء، ووقعوا في شباكهم، سواء كانت تلك الشباك في مجال التطرف والإرهاب، أو كانت في مجال الفساد والانحلال، مما يتوجب ضرورة وضع خطط وبرامج تثقيفية تحمي أبناءنا وشبابنا من أي إغراء، وتُرشده إلى طريق الصواب، وتُساهم في تعزيز القيم والمبادئ الإسلامية التي تربِّى عليها.

إن للوطن أعداء يسعون للتغرير بأبنائه، وجرّهم لمواضع الفتن والحروب والانحلال والفساد، وجعلهم أدوات في أيدي قيادات الفِكر المتطرف والمفسد، مستخدمين مراهقة بعض أولئك الأبناء وجهلهم، مستهدفين أبناء وبنات الوطن لزعزعة إيمانهم ونشر الفتنة بين أفراد المجتمع، وهذا ضمن الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الوطن اليوم؛ لمحاولة النيل منه وتشويه سمعته.

إن الغزو الفكري الذي يتعرَّض له بعض أبنائنا اليوم يقوم في الدرجة الأولى على محاولة تشويه صورة الإسلام الحقيقية في نفوسهم، وتشويه جميع مصادر الشريعة من قرآنٍ وسنة مطهرة، وتشويه نظام حياتنا، وادعاء أننا نعيش اليوم في رجعية، ولا نواكب التحضُّر والتقدُّم، وأننا متشددون ومتخلفون عن العالم، مستشهدين ببعض التصرفات الشاذة وبعض الأدلة الفردية من بعض أفراد المجتمع، ومثل هذه الشبهات والغزو الفكري تتطلب منّا كأولياء أمور ومعلمين ومسؤولين وأفراد مجتمع أن نقف أمامها صفًا واحدًا، وندحضها ونحمي أبناءنا وبناتنا منها، ونعمل على توعيتهم وتعزيز القيم لديهم، ومواجهة الغزو الفكري الذي يتعرَّضون له، بالحقائق وبالتربية الحسنة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store