Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أملج فيروز الشطآن

No Image

A A
يتراءى لنا عندما نحرك بوصلة الحب باتجاه الغرب تتوقف النظرات ويتساقط الاعجاب كالمطر على سمائها.. يتراءى لنا أن الجمال يذوب فيها كذوبان قطعة السكر في كوب الشاي.. نحركه بحسب ملذاتنا فتارة نسيح في أوديتها وجبالها ورمالها نتنفس صباحات جميلة خالية من الضوضاء وشمسًا تطل من مشارف الجبال ترمي الدفء الى قلبها فيعترينا امتاع يجعلنا نراها أجمل المدن.. وعندما نحرك السكر قليلاً نذوب في رمالها الصفراء حد الشبع نتسامر على (طعوسها) وندفن في قلبها لحمًا طريًا وكأننا نبهره من مذاق جوفها لوجبة عشاء دسمة.. ونظل نحركه لنصل الى متعة اللون الاخضر في نخيلها ومزارعها وصوت عصافيرها عند المهجع لحظة الغروب.

يتراءى لنا أن المدن تغار منها والجبال تخنقها بالحب حتى تنعم بقربها... يتراءى لنا أن جزرها تقترب مع الزمن حتى تكاد تجزم أن صوت المآذن يصدح من باطنها.. رجالها ضعفاء أمام سطوة حبها، لم يفارقوها حتى عندما لعبت الاقدار في معيشتهم.. نساؤها القويات أخذت لب عقولهن، فهي أشبه بالساحرة التي تمكنت من تعقيد طلاسمها ووثقت من عاش بها بقيود الحب واللهفة الأبدية.. هي ضوضاء الليل الذي لا يهدأ وسكون النهار السرمدي..

ونعاود تحريك السكر حتى نبحر في معصمها ونلامس حبات اللؤلؤ التي تناثرت في بحرها او بالأحرى في مستقبلها.. اينما اتجهنا ننعم بخيراتها ونتغنى بعشقها ونحمد الله كثيرًا على أننا قطعنا كرت ولادتنا على ترابها... حتى عندما ارتبكت ذات يوم واهتز قاعها صرخنا خوفًا عليها وإيمانًا أن الله رحيم بالعباد.. فهي تراب مغموس بعرق الأجداد.

هذه الحبيبة التي جمعت فينا الحزن والفرح في يوم واحد.. معشوقتنا التي أجبرتنا على التباهي بها أمام الكل.. مدينتنا يتيمة الصورة والميزة تتفرد في المحاسن عن سواها وتأخذ من الخصال أجملها..

يتراءى لي أن أضع الحرف وأغني:

ستفتِّش عنها يا ولدي في كل مكان

وستَسأل عنها موج البحر وتسأل فيروز الشطآن.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store