Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مزاد على قتيل..!

مزاد على قتيل..!

A A
شجارٌ بين مجموعة شباب في أحد أحياء مدينة جدة، نتج عنه مقتل شاب وإصابة آخرين.. كثرت الأقاويل، وانتشرت الواقعة بعدة أوجه، كلٌ يراها من زاويته أو يقرأها بطريقته.

على حد علمي ليست الحادثة الأولى من نوعها، بل تكررت على مسامعنا كثيرًا مع اختلاف السيناريو لكل واقعة، العجيب هنا أنه ومع أننا في القرن الواحد والعشرين، وفي مطلع عامٍ جديد، مع كل هذا التطور الزمني والعمراني والفكري.. الخ، الذي يفترض أننا قد وصلنا إليه؛ مازال هناك جهل في تحليل الأحداث، وعنصرية لا متناهية في صياغة الأسباب.!

(اعطوا الخبز لخبازه)، واتركوا أصحاب الشأن يفصلون في المسائل، إن الأمر ليس لعبة جديدة أو تطبيقًا رائجًا يجب أن تثبت حضورك بالكتابة والبحث فيه، يجب أن نعي جيدًا أن التحليل الخاطىء لبعض الأمور يقود الى أمور عظمى وفتن قد لا نستطيع السيطرة عليها فيما بعد، ثم إن القضية هنا ليست في قتل شخصٍ بعينه، لأنه أمرٌ وارد في شتى أنحاء العالم أن تحدث مشاجرات ومناوشات تؤدي إلى ذلك وأكثر، ولا أُبرر القتل هنا، قضيتي هنا أيها السادة -وينبغي أن تكونَ قضيتكم أيضاً- هي كيفية تربية أبنائنا وتنشئة الأجيال على نبذ العنصرية المقيتة والتغني بالألقاب، أنت ابن فلان من بطن فلان وجدك علان..!

إن هذا ما يجعلهم يكبرون ضعيفي العقائد، مذبذبي التفكير، يرتكبون أشنع الأفعال، ويتغنون بها كما لو أحدثوا تغييرًا كونيًا أو حققوا انتصارًا ساحقًا على العدو، ووالله ما هكذا تنهض الأمم، ولا هكذا يتحقق الرُقي.

قد يكون لدينا تطور في كل شيء، ولكننا مازلنا نفتقد التطور الفكري، والوعي السليم، نحتاج إلى ثورة أخلاقية ووقفة جماعية من أصحاب الكلمة ومتخذيّ القرار، فإذا اضمحلتْ أقلام العقلاء والمفكرين، ممن لديهم وعي ومعرفة ورؤية ثاقبة عن كيفية سير مجريات الأمور؛ فإن الفرصة تصبح مواتية أمام الرؤى الضبابية والأقلام الطائشة؛ تكتب بجهلْ، وتصوغ من الأحرف سمًّا لاذعًا؛ يمشي في عروق أمة فَيفتت قوامها.

أفيقوا أثابكم الله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store