Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

بين الخلافة والأوهام

بين الخلافة والأوهام

A A
إن منتهجي فكرة إعادة إحياء الخلافة العثمانية في حزب العدالة والتنمية التركي يدركون جيداً أن تاريخ العثمانيين في بلاد العرب مثقل برزايا الاحتلال والعنصرية والقتل والجريمة، كما أنهم يعون تمامًا أن الذاكرة العربية لا تزال تتقيأ بحكايا السحل والتنكيل بالأجداد والأسلاف، ولذا هم يستعملون أدواتهم الدعائية في عمق النسيج الإجتماعي العربي عبر زواج المصلحة مع جماعة الإخوان المندسة كترويج اجتماعي لمشروعهم الاستعماري في بلاد العرب.

إن القراءة الحصيفة لأحوال الأمم والدول عبر التاريخ الإنساني تؤكد أن مضي قرن من الزمان على انقراض الخلافة العثمانية وتلاشيها من صفحات التاريخ البشري هو انتهاء فعلي وزمني يستحيل بعثه من جديد، وهذا ما يدركه الأتراك تمامًا في أعماق ذواتهم ولكنهم ولأجل أوهامهم يعزفون نشازًا على وتر الإسلام وقضاياه ليسلبوا تعاطف الشارع العربي بالتوازي مع طرب المندسين والمتأخونين والمتعاطفين معهم داخل النسيج الاجتماعي من أجل السيطرة على جغرافيا العرب وأوطانهم، وذلك ما يجعلهم بعيدين عن جوهر الواقع وتائهين في غياهب الوهم وما أوهامهم عن خرافة ملالي طهران ببعيد!!

هناك معضلة أخرى تحرج هؤلاء ومشروعهم في إحياء العثمانية المنقرضة وهي التناقض في السلوك السياسي، فخطابهم السياسي يعج بمصطلحات الحرية والإعلام بينما السجون والمعتقلات تعج بالصحفيين والكتاب ورجال الإعلام بصورة لا مثيل لها على الخارطة الكونية، كما أنهم يدعون عبر منصاتهم ويروجون على منابرهم أنهم حماة الإسلام ومناصروه بينما هم يتآمرون على بلاد الحرمين، ولا تخجل دبلوماسيتهم المتلونة وهي تقترف العلاقات المشبوهة مع الكيان الصهيوني المحتل، إن هذه التناقضية البشعة في السلوك السياسي التركي تجعلنا نتفهم الصورة بشكل أوضح عندما نجدهم يتاجرون بالقضية الفلسطينية ودماء الشعب العربي ويختزلونها إلى ورقة سياسية يتلاعبون بها في خطاباتهم ذات البعد الصوتي عبر استجداء مشاعر الشارع العربي لصالح أوهامهم الاستعمارية.

وأخيراً، إن دور المملكة الفعال والحيوي في المنطقة بمساعداتها الإنسانية وتعاونها الإستراتيجي المثمر مع الدول العربية كما لمسناه من نتائج جولة ولي العهد الأخيرة في وطنه العربي ليَزيدنا رسوخًا وإيمانًا بقيادتنا الرشيدة التي تعمل لصالح عروبتها النابضة بضميرها الإسلامي والإنساني على عكس أولئك الذين عبثوا بالعروبة وتاريخها لصالح مطامحهم العبثية وأحلامهم الوهمية والتي ستتكسر حتمًا وتتلاشى أمام قلاع العرب الحصينة بقيادة المملكة العربية السعودية العظمى.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store