Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

من الأولويات.. الوعي بالذات

من الأولويات.. الوعي بالذات

A A
مع بداية عام جديد لابد من السعي لإيقاظ الوعي، وهو الإدراك والفهم لكل شيء يؤثر في حياتك، هو مجموع تجاربك وخبراتك، وكل ما تدركه بحواسك، وما يستوعبه عقلك، ويخطر على خيالك، ويميل إليه حدسك، وتتجاوب معه غرائزك، وهو الذي يؤثر على حالتك المزاجية، وطباعك الاعتيادية، وردود أفعالك العاطفية، ومدى قيمتك الشخصية، باختصار هو جميع ما تشعر به تجاه ذاتك، وهذا الوعي يتأثر كثيراً بعدة عوامل منها: تسارع الحياة والأحداث من حولنا، ضغوطات الدراسة والعمل والمعيشة، الكمية الضخمة للمعلومات المتجددة في كل لحظة على مدار الساعة، هذه العوامل وغيرها جعلت الوعي بالذات ينخفض ويتراجع.

قال (ابن القيم) رحمه الله: الجهل شجرة تنبت منها كل الشرور.. وأخطر أنواع الجهل، جهل الإنسان بنفسه، فهو قد يقبل أفكاراً خاطئة، ومفاهيم مغلوطة، ومعتقدات مشوهة، عن نفسه وعن الحياة، والنتيجة أنه سيظلم ذاته ويضرها، ويربكها ويحرمها، فلا يستثمر الفرص السانحة، ولا يتنبه للأخطار المحدقة، لذا يجب على الإنسان أن يفهم ذاته بصورة صحيحة، ويتعرف على نقاط قوته، ونقاط ضعفه، فيطور الأولى، ويعالج الثانية.

من عرف نفسه عرف ربه، والوعي بالذات فرع عن الوعي بالآخرين، والوعي بالآخرين فرع عن الوعي بالذات، فالناس من حولنا عبارة عن مرايا نرى فيها أوجه قصورنا، وجوانب انجازاتنا، فنتعرف على الصواب فنتبناه ونتطور، ونتعرف على الخطأ فنتجنبه ولا نتهور.

إن هدفك من الحياة أن تكون حياتك هادفة، ولا يكون ذلك إلا إذا عرفت ذاتك، واستثمرت امكانياتك، وتمتعت بحياتك، وحققت غاياتك، لذا ردد كثيراً: (لكي تتغير حياتي، يجب أن أتغير)، والتغيير هنا يعني الوعي بالذات، فتطور الجوانب الإيجابية وتصقلها، وتتخلص من الجوانب السلبية وتستبدلها، وتذكر أنك إذا قللت من قيمة نفسك، فتأكد أن العالم لن يزيد من قدرك، وعندما تكون واعياً بذاتك فستصبح لديك فرصة لتصبح أي شخص تريده، يقول الكاتب (سيمنون): علمتني الحياة أن الإنسان أفضل بكثير من تقييمنا له، ومن تقييمه لنفسه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store