Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

ليلة طويلة في مستشفى أحد!

ضمير متكلم

A A
* الأسبوع الماضي عِشتُ برفقَة أحد المَرضى ليلة في «مستشفى أُحد بالمدينة المنورة»، وتحديداً ليلة الجمعة، وفي قِسم الطوارئ، ومِن ثَمّ التَنْويِم، ومن رحلتي الطويلة تلك خرجت بجملة من المشاهَدات.

* فأمانة وشهادة حقّ، الكوادر العاملة من أطباء وممرضين وإداريين يبذلون جهوداً كبيرة ومخلصة جداً؛ فلا يكادون يلتقطون أنفاسهم من كثرة المرضى الذين تتنوَّع مصادر معاناتهم.

* ولكن تلك الجهود وذاك التفاني في العمل ينال منهما، ويَحُدُّ من نجاحهما، قلة الطواقم الطبية؛ التي لا يمكن لأفرادها مهما فعلوا أن يتعاملوا مع مرضى بالمئات، تخرج من أرواحهم آهَات الألَم، فالكثير منهم باتوا يفترشون الأرض في انتظار طبيب يُساعدهم، وأَسِرَّة تحتضنهم، فعددها شحيح جداً؛ فعشرة منها في طوارئ الرجال، ومثلها عند النساء!

* أما مَن تقتضي حالته أن يُدْخَلَ إلى قسم التنويم، فسوف يزداد ألمُه وأنينه؛ لتأخُّر دخوله، أما السبب، فأيضاً قلة الكوادر المتواجدة التي لا تستطيع رغم اجتهادها الوفاء بكل تلك الاحتياجات والمتطلبات المتراكمة والمتزاحمة.

* وعند الانتقال لِغُرَف التنويم والممرات المؤدية إليها، يأتي التأكيد على قِدَم المبنى وتآكل بعض حيطانه، وهناك أن (المرضى) رغم معاناتهم النفسيّة يعيشون في غُرفهم عزْلَة تجعلهم في سِجْن، فالنوافذ مغلقة بالضَبّة والمفتاح، وهم محرومون من وسائل الترفيه التي أقربها وأبسطها التلفزيون؛ مما اضطرهم للهروب إلى الأجهزة اللوحيّة أو الهواتف الذكيّة التي أعتقد أنّ قُربها واستعمالها يُمثِّل خطراً على بعضهم.

* أخيراً، تلك بعض الصور والمشاهدات من ليلة شِتاء في مَشفى أُحد، وكلها تُنادي بتجديده وتوسعته، وزيادة أعداد طواقمه الطبية، وتحسين خدماته، ثم هذه صرخة عاجلة لـ»صحة المدينة النبوية» لِتُسارع بفتح أقسام طوارئ ليلية مجهَّزة في مختلف الأنحاء والأحياء الكبيرة؛ للتسهيل على المرضى، وسرعة التعامل معهم، وللتخفيف على المستشفيات الكبرى.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store