قرأت للكاتب الدكتور حمود أبو طالب ما سطره قلمه عبر مقاله بعنوان «مأساة البحث الجامعي» من معلومة صعقتني مثل الصاعقة في السماء، حيث ذكر أننا صرفنا مائة مليون ريال من ميزانية حددت للأبحاث العلمية حوالي ستة مليارات ريال أي ما صرف على البحوث يعادل 1،6 % من ميزانية الأبحاث التي وضعتها الدولة مشكورة. وهذا ما صرح به وزير التعليم في ورشة عمل مستقبل الجامعات السعودية وتطوير أدائها . لدينا من أبناء الوطن علماء باحثون على مستوى قد يكون أرقى من دول العالم الأول لا نشجعهم على استثمار بحوثهم العلمية رغم طموحاتهم في الاستمرار والوصول إلى الأهداف المطلوبة في الغاية العليا في مجال البحوث العلمية، الطبية، الصحية، الاقتصادية، البيئية، الاجتماعية، والثقافية. يا ويلتاه إن كنا نقف في طريق هؤلاء الباحثين من أبناء الوطن فنحن في أمس الحاجة إلى تطوير وتشجيع ودعم الأبحاث للوصول إلى أرقى المعايير الدولية في مجال الأبحاث. هناك في التاريخ الحديث جراح عظام كندي فشل في مهنته كجراح ولكن حاز على جائزة نوبل للطب عام 1922م من جراء أبحاث في بدرون جامعة تورنتو واكتشافه لهرمون الأنسولين. وهناك أعظم عالم للقرن العشرين فشل في المدارس ولكنه حاز على لقب أذكى عقل عرفه البشر وحاز على جائزة نوبل في الفيزياء من جراء أبحاثه وسعيه وراء معرفة الحقيقة ألا وهو ألبرت آينشتاين . وقبل ذلك جاء العالم الباحث العربي ابن سينا الذي وضع أسس الطب من إصراره على البحث الطبي الصحي. فأمر مخجل من جامعاتنا التي لم تصرف سوى مائة مليون ريال من ستة مليارات على الأبحاث. تمثل أهمية البحث العلمي في عديد من الأوجه، وقبل أن نتطرق لذلك ينبغي أن نوضح لباحثينا أن الفرق بيننا وبين الآخرين أصبح شاسعاً للغاية، والدور المنوط بهم على قدر كبير من الأهمية، حيث إن البحث العلمي هو طوق النجاة لجميع ما يواجهنا من مشكلات، ويجب علينا بذل قصارى الجهد لتضييق الهوة، والارتقاء بالأمة، والابتعاد عن الأسلوب النمطي في البحث العلمي، فنحن في أمس الحاجة إلى الجديد. المجال مفتوح للإبداع، ويجب أن لا يوقفنا في ذلك إمكانيات، فالعقول هي رأس المال الحقيقي، والجهد والمثابرة هما عماد البحث العلمي الحقيقي. الثراء والثرايا موجودان وعلى كل جامعة من جامعاتنا أن تفتح المجال وتسمح لكل باحث عالمي من أبنائنا أن يبلغ مقصوده ونجعلها 6 من 6 بدلاً من 100 من 6 . والله ولي التوفيق .
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
