قدمت رؤية الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السابق -رحمه الله- في ندوة إصلاح البيت العربي «المحور السياسي» ضمن فعاليات مهرجان الجنادرية في الرياض 26 شوال 1424هـ الموافق 20 ديسمبر/ كانون الأول 2003، مفهوماً شاملاً لإصلاح البيت العربي. وعزا سموه العوامل المؤثرة في ضعف وتخلف المكّون السياسي النظري والعملي في ثلاث مجموعات أساسية نلخصها في التالي:
- المجموعة الأولى تتعلق بالجغرافيا التاريخية للعالم العربي ذاته، والتي أفضت بدورها إلى صراع تاريخي ممتد بين قيم البادية الراحلة غير المستقرة في إطار جغرافي محدد وغير الخاضعة لسلطة سياسية مستقرة من جهة، وبين قيم الحواضر المتباعدة المتناثرة في قلب الصحارى الشاسعة والمعَرَّضة باستمرار للغزو والاضمحلال.
- أما المجموعة الثانية فتتمثل في وجود روابط قوية تتجاوز الانتماء السياسي المباشر وتفوقه أهمية من الناحيتين النظرية والتطبيقية. فرابط الأمة الإسلامية يعلو نظرياً على مستوى الدولة السياسي، في حين نجد روابط العصبيات المحلية المجزأة أهم عملياً من روابط الممارسة السياسية على مستوى الدولة. وعلى هذا الأساس لم تكن الدولة في المجتمع العربي محور تكوين العلاقات الاجتماعية، وإنما كانت مجرد وسيط خارجي لتحقيق المصالحة داخل الفرد بين الولاء المحلي الشخصاني والولاء الجماعي المجرد للأمة.
- وترتبط المجموعة الثالثة من العوامل المؤثرة في ضعف المكون السياسي العربي بالطابع الخارجي والمستورد لمؤسسات الحكم وأجهزة الدولة، فاقتباس المفاهيم «الخارجية» للدولة ومؤسساتها وأجهزتها صعَّب التعرف على الدولة كجهاز متكامل بل كعناصر مجزأة، بالشكل الذي يجعل من الممكن القول بأن ما يسمى «دولة» حالياً لم يأتِ نتيجة تطور اجتماعي داخلي بقدر ما تم فرضه إما لمواجهة ضغط أجنبي أو من قِبَل قوى أجنبية متداخلة.
ويخلص الأمير سعود الفيصل في ورقته إلى أن تطوير المشاركة السياسية في العالم العربي، هو السبيل الأمثل نحو البدء بتصحيح الخلل العميق في حياتنا السياسية.
#نافذة:
ما حك جسمك مثل ظفرك..