لَا تَغيبُ اليَوميَّات إلَّا لتَحضُر، ولَا تَحضُر إلَّا لكَي تَغيب، وهَذا حَال الدُّنيَا، حضُور وغِيَاب، وذِهَاب وإيَاب.. لِذَلك دَعوني أَدخُل فِي اليَوميَّات بِلَا مُقدِّمَات:
(الأحد): أَتمنَّى أَنْ نُفعِّل خَاصيّة الحُب ليَنتَشر، ونَجعله بمَثَابة رِئَة ثَالِثَة، ونُطبِّق -مَجَازًا- نَظريّة الشَّاعِر "محي الدين بن عربي"، حِينَ قَال:
أَدِينُ بِدِينِ الحُبِّ أَنَّى تَوَجَّهَتْ
رَكَائِبُهُ فَالحُبُّ دِينِي وَإِيمَانِي!!
(الاثنين): يَجب عَلينَا نَشر ثَقَافة السَّلَام والتَّسَامُح، لأنَّ النَّاس -بطَبيعتهم- مُخَالِفُون للمَنطِق والعَقل، وقَد لَمسَتْ هَذه النُّقطَة الرَّاهِبَة "تيريزا"، حِينَ قَالَت: (النَّاس دَائِمًا مُخَالِفُون للمَنطِق والعَقْل، ومُتَمركِزُون حَول أَنفسهم، فاغفِر لَهم مَهمَا حَدَث)..!
(الثلاثاء): النِّسيَان نِعمةٌ مِن الله، خَاصَّة فِي جَانب مَن أَسَاؤوا إليكَ، ولقَد صَدَقَ المَثَل الإيطَالي حِينَ قَال: (إذَا لَم تَكُن قَادِرًا عَلَى الصَّفْح مَع النَّاس، فَدَع النِّسيَان يَعمَل عَمله)..!
(الأربعاء): العَفو لَه مَذَاق لَا يَعرفه إلَّا مَن جَرَّبه، كَمَا أَنَّ الانتقَام لَه لَذَّة، ولَكن المَثَل الفِرنسي يُوجّهك إلَى أَفضَل اللَّذتين، حَيثُ يَقول: (فِي العَفو لَذَّة لَا تَجدهَا فِي الانتِقَام)..!
(الخميس): الثِّقَة بالنَّفسِ حَافزٌ كَبير، ويَكفي أَنَّها تَجعَلك مُتصَالِحًا مَع أَهل المَواهِب، وفِي ذَلك تَقول الأُستَاذة "سناء البيسي": (مَن يَثِق فِي نَفسهِ، يُمجِّد مَوَاهِب الآخَرين)..!
(الجمعة): لَا تَكُن مِن الثِّيرَان، وهَذه لَيسَت مِن كَلِمَاتِي، بَل مِن كَلِمَات الأُستَاذ "حمدي رزق"، حَيثُ يَقول: (عَربة الفِتنَة تَجرُّها ثِيرَان مَجنُونَة)..!
(السبت): حَاوَلوا أَنْ تزِيدُوا نعنَاع الحُبّ، وملُوخيّة المَودَّة، لأنَّكم إنْ لَم تزِيدُوهَا ستَنقُص، ولقَد صَدَقَ المَثَل البُرتغَالي القَائِل: (الحُبُّ والقَمَرُ إذَا لَم يزيدَا فهُمَا يَنقُصَان)..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقي أَن نُودِّعكم، عَلَى أَمَلِ اللِّقَاء بِكُم فِي يَوميَاتٍ قَادِمَات..!!