Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

التوطين.. بين الشهادة والخبرة والشخصية

A A
في معظم الإعلانات الوظيفية نجد كلمة (المؤهلات المطلوبة)، وفي بعض الأحيان نجد عدد سنين (الخبرة) المطلوبة، وفي بعض الأحيان لا يُضاف أي شيء آخر للمؤهلات، غير أننا عندما نحضر لبعض تلك المقابلات المتعلقة ببعض تلك الوظائف المعروضة، فإننا نجد أن الأسئلة المطروحة للمُتقدِّم لا علاقة لها في كثير من الأحيان بالوظيفة المعلن عنها، والتي تضمَّن إعلانها شهادة علمية مُحدَّدة، وخبرة عملية لعددٍ من السنين في مجالٍ معين.

في الماضي، كُنَّا نعتقد بأن هناك فجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل؛ ما يُشكِّل عائقًا أمام توظيف بعض الخريجين، وهذا ما يتطابق مع الواقع، فقد نشر تحليل لوحدة التقارير الصحفية بجريدة الاقتصادية مؤخرًا؛ والذي أوضح بأن نحو 58,7 % من العاطلين عن العمل السعوديين، يحملون شهادات من الدبلوم إلى الدكتوراه، منهم نحو 71 % من الإناث، وقد جاءت النسبة الأكبر من العاطلين السعوديين من حملة الشهادات في تخصصي: (الدراسات الإنسانية والعلوم التربوية وإعداد المعلمين)؛ إذ يُشكِّلون نحو 26 % ، وتُعدُّ تلك التخصصات من التخصصات غير المطلوبة بشكلٍ كبير في القطاعين العام والخاص.

في حين نجد بعض الجهات تقوم بوضع سنين الخبرة كشرط أساسي للوظائف المعلن عنها لديهم؛ ما يُشكِّل عائقًا أمام بعض المتقدمين، وخصوصًا ممَّن هم حديثي التخرُّج، والذين لم تُتَح الفرصة لهم، للعمل بعد التخرج؛ كونهم لم يجدوا عملًا، أو لم تُتَح لهم الفرصة للعمل خلال الدراسة، وهذه القضية تحتاج إلى أن يكون فيها مراجعة، بحيث تعطى الأفضلية في التوظيف لمَن كانت سنين انتظاره أكثر، وأن لا يتم معاملة العاطل حديث التخرج كالعاطل ممَّن ظل يبحث عن عمل لسنوات عدّةٍ.

بعض المقابلات الشخصية، وإن كانت تعتمد على إعلانات للوظائف، تُحدّد من خلالها الشهادة العلمية والتخصص وسنين الخبرة، غير أن بعض مَن يُجري تلك المقابلات، يعتمد على شخصية ومهارات وقدرات وأسلوب المُتقدِّم للوظيفة، فهو قد يتغاضى عن بعض الشروط العلمية والعملية؛ بسبب إعجابه بشخصية المُتقدِّم، وقدرته على الإقناع، وطريقة حديثه، أو غيرها من المهارات الفردية، والتي قد لا ترتبط بأي شروطٍ معلنة للوظيفة.

في كثير من الأحيان؛ نجد أن المسؤولين عن تنظيم تلك المقابلات، قد يُرشِّحون شخصًا ما، لا توجد لديه شهادة علمية متخصصة، ولا خبرة عملية، ولكنهم وجدوا فيه القدرة على أن يتعلَّم بسرعة، ويُبدع ويتميَّز ويكون أداؤه أفضل من غيره ممَّن قد تكون لديه شهادة علمية عليا في مجال التخصص المطلوب، وخبرة طويلة، غير أن أسلوبه وطريقته لم تتوافق مع المسؤولين عن تنظيم تلك المقابلات الشخصية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store