Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

كيروش وإيران وقطر.. معذرةً أيّها البصل!!

A A
يبدو أنّ مدرّب إيران لكرة القدم في البطولة الآسيوية التي أُقِيمَت مؤخراً في الإمارات -البرتغالي كارلوس كيروش- يعرف جيّداً المَثَل العربي الشعبي والشائع: «إذا جِيتْ رايِحْ كَثِّر الفضائح»، فَكَثَّرَ الفضائح بعد استقالته من تدريب إيران، لكنّه لم يفضح نفسه لأنّه مدرّب محترف وليس عنده فضائح يدسُّها عن العالمين، بل فضح إيران ومعها قطر، فضيحة مُجَلْجِلَة مثل جَلْجَلَة الجرس الذي يُعلَّق حول رقبة البقرة كي يعلم صاحبُها مكان وجودها إذا ابتعدت عنه وهي ترعى الكلأ وترتع!.

لقد قال كيروش: إنّ مشاركة إيران في البطولة ما كانت لِتتحقّق لولا الدعم المالي القطري السخيّ لإيران، وأنّ قطر دفعت كلّ شيء من الألِف للياء لتضمن وجود إيران في البطولة، بعد أن رفض الاتحاد الإيراني لكرة القدم الصرف على منتخب بلاده، بما في ذلك تكلفة إيجار الملاعب التي لَعِبَت فيها إيران مبارياتها الودّية قبل البطولة!.

أرجوكم: تخيّلوا ذلك إن استطعتم، لتتعرّفوا أكثر على العقلية الشاذّة التي تُفكّر وتعمل بها قطر في ربوع المنطقة!.

وهذه الفضيحة تُنبئ عن وجود شهر عسل دائم بين قطر وإيران، لكن بنكهة البصل، ومعذرةً أيّها البصل، إذ لك منافع كثيرة، أمّا شهر العسل «القَطَرَانِي» فلا يتمخّض ولا يفوح عنه سوى مزيد من الإضرار بالمنطقة، وهو ليس وليد اليوم، بل وليد سنوات كثيرة سابقة، ولا يستحقّ أن أذكره هنا إلّا بِدَلَالاتِه الخطيرة على منطقتنا العربية عموماً، وعلى المملكة خصوصاً، فقطر التي لا تخجل من الصرف السخيّ حتّى كروياً على إيران التي هي أكبر أعداء العرب وأكبر الطامعين في دولهم، لن تخجل من الصرف عليها في الأوجه الأخرى، السياسية والاقتصادية والعسكرية، وعلى هذا الأساس فما أدرانا أنّ الصواريخ الباليستية التي زوّدت إيران الحوثيين بها ليُوجِّهوا العشرات منها مُستهدِفِين مناطق المملكة الآمنة منذ فجر التاريخ، ومنها منطقة مكّة المكرّمة، هي بمالٍ قطريٍ خالصٍ قد حُجِب عن الخير وسُلِّط على الشرّ؟!.

لقد راح كيروش ليُدرِّب منتخباً آخر، وبقيت قطر وفضائحها، وربّما جلس هو في طائرة الخطوط القطرية المُغادِرة من إيران لوجهته القادمة، على مقعد الدرجة الأولى الذي دفعت تكلفته قطر، ونظر من نافذة الطائرة مُتعجِّباً من أمر تلك الدولة الصغيرة التي تُسمّى قطر، وهي قد تفْنَى لولا احتضانها لقاعدة عسكرية أمريكية، وأخرى تركية، ولقناة إعلامية حاقدة، وتصرف ببذخ أموال الشعب القطري على أعداء الأمّة الذين أطاح الإسلام بامبراطوريتهم قبل مئات السنين!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store