Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

صحراء العلا وفعاليات «شتاء طنطورة» تبهر الأوروبيين

صحراء العلا وفعاليات «شتاء طنطورة» تبهر الأوروبيين

أكدوا أن تجربة السياحة في السعودية فريدة

A A
​تحتضن محافظة العلا، التي تبعد عن المدينة المنورة 300 كلم فعّاليات مهرجان شتاء طنطورة، الذي يجذب الأنظار إلى العلا التي تتميز بتاريخها العريق عبر العصور، ويتضمن المهرجان العديد من الفعّاليات والأنشطة، كالسوق الشعبي والمأكولات والمشروبات وسوق الخضار والعروض المسرحية والثقافية والنافورة التفاعلية والأعمال الفنية وعرض ثلاثي الأبعاد، إضافة إلى أنشطة جبل الفيل التي تتضمن عروضًا موسيقيةً، التصوير، ومشاهدة العلا من الأعلى، والألعاب الجماعية. وأنشطة حرة عويرض، وكذلك أنشطة مدائن صالح، وتشمل رحلات تاريخية، وسفاري والرياضة الصحراوية وعروض سيارات الدفع الرباعي، وغيرها من الفعّاليات في عروس الجبال العلا. وأكد عدد من السواح الأوروبيين انبهارهم بجمال الصحراء والطبيعة في العلا، واستمتاعهم بالفعّاليات المختلفة، مؤكدين أن تجربة السياحة في المملكة فريدة، وأنها ستكون محطة ثابتة في خططهم السياحية المستقبلية.

وقد رصدت «المدينة» فعّاليات مناطيد الهواء، ثم انتقلت إلى حفل الموسيقار العالمي الإيطالي أندريا بوتشيلي، وبعد ذلك توجهت في اليوم التالي لمسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للقدرة والتحمل، التي شارك فيها أكثر من 200 فارس من 12 دولة حول العالم.

لوحات المناطيد تشعل سماء العلا

«المدينة» رصدت انطلاقة عدد كبير من المناطيد الجمعة الماضية؛ إذ يقام مهرجان المناطيد لأول مرة في العلا، خلال الفترة الممتدة بين 26 جمادى الأولى إلى 4 جمادى الآخرة، ويعتبر «مهرجان المناطيد» فرصةً لزوار العلا؛ لمشاهدة كنوز العلا الأثرية والبلدة القديمة وما حولها من زوايا مختلفة، وتتزين سماء العلا بألوان المناطيد التي ترتفع إلى سمائها مُشكّلةً لوحة فنية زاهية.

الموسيقار العالمي بوتشيلي

وصدح الموسيقار العالمي أندريا بوتشيلي في العلا بصوته الرخيم؛ إذ قدم الموسيقار الإيطالي حفلًا فنيًّا على مسرح مبنى مرايا ضمن فعّاليات شتاء طنطورة، وحضر الحفل جمهور عريض من مختلف مناطق المملكة وخارجها.

وغنى بوتشيلي عددًا من أبرز روائعه الفنية التي نالت جوائز عالمية، واشتهر بها على مدار مشواره الفني، منها «أوفرتور»، و»لا دونا إيه موبيل»، و»دي كويلا بيرا»، و»فالس»، و»دونا نون فيدي ماي». وأندريا بوتشيلي، هو مغني أوبيرا وكاتب أغان وعازف إيطالي عالمي، له الفضل في عودة الفن الكلاسيكي للتربع على عرش قوائم الفنون العالمية، ويعتبر أحد أكثر المغنين شهرةً في العالم. ولد في 22 سبتمبر عام 1958 في لاجاتيكو، بإيطاليا، واهتم بالموسيقى في عمر مبكر، وبدأ تعلّم العزف على البيانو وعمره ستة أعوام فقط، كما تعلم لاحقًا العزف على الناي والساكسافون.

وحول مشاركته، صرح بوتشيلي: «هذه المرة الأولى التي أشارك بها في حفل فني في المملكة. سعدت جدًّا بالترحيب الكبير الذي لقيته من المنظمين والجمهور الرائع هنا، وأشكر الهيئة الملكية لمحافظة العلا على هذه الدعوة، التي تعرفت من خلالها على ثقافة المنطقة، واستحضرت تاريخها العريق والمميز».

ووصف مجتمع الموسيقيين حول العالم بوتشيلي بأنه يمتلك أعذب صوت في العصر الحالي، وسجل أول ألبوم له في عام 1994 في إيطاليا.

«مرايا» يعكس روعة طبيعة العلا

يعتبر مبنى «مرايا» امتدادًا للبيئة من حوله، ويتكامل معها من حيث التصميم والجمال، كما يضم مسرحًا شاملًا مجهزًا بأحدث تقنيات الصوتيات والإضاءة، إضافة إلى الستائر الخلفية المتحركة التي تظهر جمال جبال العلا أمام أعين الحضور. وقد تم استخدام أحدث تقنيات الإسقاط الضوئي الرقمي؛ لسرد قصة تاريخية تراثية مرئية على المسرح نفسه.

ويتسع مبنى «مرايا» لنحو 500 ضيف، إلى جانب منطقة خاصة لكبار الشخصيات، وصالة عرض لأهم الفنون العالمية، مثل الفنان الهولندي فنسنت فان جوخ، ومنطقة استقبال الضيوف وغرف استعداد الفنانين وفرقهم قبل الصعود إلى المسرح والتفاعل مع جماهيرهم. وصمم المبنى المهندس المعماري «ماسيمو فوغلياتي» والمصمم الإيطالي «فلوريان بوجي» من فريق استوديو «جيو فورما» العالمي. وصُمم على شكل مكعب ضخم مغطى بالمرايا من جوانبه؛ وذلك ليعكس روعة الطبيعة المجردة والخلابة من حوله وفضول الإنسان عبر التاريخ لاستكشاف الطبيعة من حوله. وبذلك، لن ينافس مبنى «مرايا» جمال بيئة العلا، بل سيعكسها ويبرزها مع تقديمه تجربة أكثر فريدة للضيوف توحدهم مع البيئة البكر من حولهم.

ويستقبل مسرح مبنى «مرايا» خلال عطلة نهاية الأسبوع أمسيات فنية يحييها فنانون عريقون ممن تركوا بصمتهم في مجال الفن عربيًّا وعالميًّا، وأحيا أولى ليالي المهرجان فنان العرب محمد عبده، تلته الفنانة العربية ماجدة الرومي وعازف الكمان الفرنسي رينو كابيسون والموسيقار عمر خيرت وعازف البيانو الصيني لانج لانج، وعرض «هولوغرام» تجسيمي للسيدة أم كلثوم، والمايسترو الإيطالي أندريا بوتشيلـّي، والملحن اليوناني ذو الإحساس المرهف ياني، والفنانين كاظم الساهر وإلهام المدفعي، مع مشاركة الفنانين ماجد المهندس وراشد الماجد بأمسية خاصة لتكريم الفنان عبدالكريم عبدالقادر.

السفير الإيطالي: شتاء طنطورة مذهل ومسرح مرايا متميز عالميا

«المدينة» التقت عددًا من السائحين من مختلف أنحاء العالم، الذين عبروا عن سعادتهم وانبهارهم لما شاهدوه في محافظة العلا من الآثار التي فاقت تصورهم، وقالوا: إن مهرجان شتاء طنطورة يعتبر من منارات السياحة الشاملة والمتنوعة من ناحية الآثار والطبيعة والثقافة.

وشكر السفير الإيطالي لوكا فيراري الجمهور السعودي الحاضر في مسرح مرايا لحضور الأوبرا الإيطالية التي قدمها الموسيقار العالمي أندريا بوتشيلي والذي أطلق عليه اسم سفير الثقافة الإيطالية، وقال إنه سبق أن تم تقديم هذه الأوبرا على مستوى العالم في أمريكا وفرنسا وموسكو وبريطانيا وأستراليا، وهاهي الآن في المملكة وبالتحديد في محافظة العلا. وقدم السفير لوكا شكره الجزيل للقائمين على مهرجان شتاء طنطورة المذهل ومسرح مرايا المميز عالميًّا.

أما عازفة الناي الروسية «فلوتست» وهي أحد أعضاء فرقة الفنان بوتشيلي، التي فضلت الخروج خارج مسرح مرايا بعد بروفة العمل للعزف على الناي بالهواء الطلق، فعبرت عن إعجابها بمهرجان شتاء طنطورة والتنظيم وروعة جمال طبيعة المكان والآثار بمحافظة العلا، وقالت إنها ستعيد زيارتها لهذا المكان في الموسم القادم، وتكثف زياراتها إلى مناطق السعودية الأخرى الغنية بالتاريخ القديم، وأبدت إعجابها بكرم الشعب السعودي وضيافته.

وقالت السيدة ساديا من بريطانيا، إنها ترى أن التاريخ السعودي الأثري هو تاريخ للعالم، وضربت مثالًا على ذلك البتراء ومدائن صالح التي تزورها لأول مرة، مؤكدة أنها انبهرت عندما وصلت إلى منطقة العلا من الآثار التي فاقت تصورها، وعن مهرجان شتاء طنطورة قالت: إن المهرجان يعتبر من منارات السياحة الشاملة والمتنوعة من ناحية الآثار والطبيعة والثقافة، وقالت إنها تسكن الرياض منذ عام 2007 م، وأضافت أن أكثر شيء تتميز به السعودية هو شعبها، وقدمت دعوة إلى الشعب السعودي لنشر ثقافته في العالم.

ممثلان إيطاليان: لم نشاهد أجمل من صحراء العلا

وعبر الممثل أرجنتيولر لوكا والممثل ستيفنو سالا إيطالي الجنسية عن الدهشة لما شاهداه من روعة وجمال محافظة العلا ومدائن صالح الأثرية، وقالا إنهما في أول زيارة للمملكة لمتابعة صديقهما عازف الأوبرا الإيطالي أندريا بوتشيلي، ويعملان في مجال شبه متناقض؛ حيث لديهما مصنع في إيطاليا وهما أيضًا ممثلان كوميديان، ولهما برنامج على إحدى القنوات، وبالرغم من كثرة ترحالهما وتنقلهما على مستوى العالم لم يشاهدا جمال الصحراء، مثل ما شاهداه في السعودية وصحراء العلا.

وقال هيكتور فيقلان فارور من إسبانيا، إنه معجب بما شاهده من جمال وروعة الصحراء، ولم يخطر في باله أن تكون المملكة بهذا الجمال والطبيعة الخلابة، وأضاف أنه سعيد برؤية الآثار في مدائن صالح، وأنه سبق أن رأى كهوفًا في جبال، لكنه لم يرَ بيوتًا يسكنها بشر داخل الجبال بهذا الشكل، وأوضح أن تجربته في زيارة مهرجان طنطورة لن تكون الأخيرة، وأكد على جودة التنظيم وتعدد الفعّاليات، مبينًا أن مكان إقامته في منتجع من طبيعة المكان وهو تراث بحد ذاته.

وقال «لوكس ساينت أندري» من فرنسا: إنه مكان ساحر ومذهل، وإنه قرأ الكثير عن مدائن صالح، لكنه لم يتخيل جمال ما رآه بعينه، فإنه فاق توقعاته، وإنه سعيد جدًّا بهذه التجربة، التي حتمًا سيكررها مره أخرى، وتقدم بالشكر إلى القائمين على مهرجان شتاء طنطورة من تعدد الفعّاليات ونوعيتها، كما اعتبر أن مكان إقامته هو في منتجع صحاري، حضاري وأثري في الوقت نفسه من حيث التصميم والمكان.

واختصر «تريفوت لوماي فارمس» من فرنسا كلامه عن المهرجان بالقول: رائع ومذهل، وشكرًا لحسن الاستقبال وكرم الضيافة وجودة التنظيم. وقالت السيدة «سشفور ديفيد « من بلجيكا: لقد أحببت هذا المكان فهناك مناظر خلابة، وأضافت أن تجربتها هذه ستجعل المملكة وجهتها السياحية الأولى، وعبرت عن سعادتها بهذه التجربة التي لن تنساها أبدًا، وقالت: إن مهرجان شتاء طنطورة بتنوع فعّالياته دليل على ما تملكه السعودية من إرث حضاري قديم، مؤكدةً أنها حتمًا ستكون أول الحاضرين في المهرجان القادم، وتقدمت بالشكر لكل من أسهم في هذا المهرجان.

المغير: إقبال من مختلف الجنسيات على المهرجان

قال رجل الأعمال فهد المغير صاحب منتجع صحاري في العلا: إن مهرجان شتاء طنطورة ضمن النقلات النوعية التي تشهدها المملكة في تطور السياحة، وذلك عبر تنوع الأنشطة والفعّاليات الثقافية والمسابقات، ويشهد إقبالًا منقطع النظير، مستدلًّا على ذلك من كثافة عدد زوار المنتجع من مختلف جنسيات العالم الغربية والعربية، وآسيا وروسيا وشرق أوروبا، وبيّن المغير أنه تم تصميم المنتجع على هيئة خيام وبيوت الشعر التي يتميز بها سكان الصحراء، وهذا أحد موروثنا الشعبي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store