Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

آخر الأبحاث: ذكاء النعام تحت الرمال!!

بانوراما

A A
أظهرت الأبحاث الطبية في مجال طب العيون أن العين لا ترى، فهي في الواقع عبارة عن زجاجة عاكسة، إذا كانت سليمة نقلت أشباح الأشياء التي أمامها مباشرةً الى دماغ الإنسان، والذي بدوره يقوم بتفسير هذه الأشباح وإعطاء ما تدل عليه من معنى. وعلى نفس المنوال يمكن أن نقول: إن الأنف لا يشم غير أنه واسطة للشم الذي هو من عمل الدماغ، وكذلك الأذن لا تسمع، ولكنها فقط واسطة للسمع الذي هو مهمة يقوم بها الدماغ أيضاً.

ولا يكفي أن تكون الأذن سليمة تماماً، لكي يمكنها نقل ما تسمعه الى الدماغ صحيحاً، وإنما لابد من أن يكون الدماغ نفسه في حالة صحية جيدة حتى يتمكن من فهم وتفسير ما ينقل اليه من الأذن، وهكذا لبقية الحواس.

ما أردته في النهاية، ان ليس كل ما نسمع به أو نراه من أشياء تمر أمامنا يمكن الجزم بمعناها أو تفسيرها وعندها تكون التفسيرات الخاطئة لما نسمع ونشاهد وبالتالي ما يقدمه الدماغ لنا من تفسير. فعلى سبيل المثال، نجد أن هناك الكثير منا يقدم تفسيراً خاطئاً عند رؤية ذلك الطائر الكبير الذي لا يطير وأقصد به -النعامة- (وهي من الطيور الكبيرة التي يبلغ متوسط وزنها من 100 الى 150 كيلوجراماً)، عندما يقوم بوضع رأسه على الرمل. وبسبب ذلك نجد أن الكثير من الناس يقولون إنه طائر غبي لأنه بمجرد أن يرى الصياد يقوم بدفن رأسه في الرمل كيلا يراه معتقداً أن الصياد لا يراه أيضاً. وغاب عن الكثير من الناس أن الأبحاث أثبتت أن طائر النعام من الطيور الذكية جداً وأنها فوق ذلك تملك من اليقظة والذكاء الشيء الكثير والتفسيرات العلمية على أنها بين الحين والآخر تضع أذنها على الأرض -في الواقع النعامة لا تدفن رأسها في الرمل كما يظن الكثير من الناس-، أقول التفسيرات العلمية ،هي: أن النعامة إذا وضعت أذنها على سطح الأرض، استطاعت أن تطمئن على سلامة بيضها الذي تقوم بدفنه تحت الأرض، أو تقوم بذلك بحثاً عن الماء فلديها القدرة على سماع الأشياء التي تمكنها من معرفة مكان تواجد الماء تحت طبقات الأرض، إضافة الى أنها بذلك تسمع الحركات التي تحدث على وجه الأرض، ولديها القدرة على التفريق بين تلك الحركات فتعرف -مثلاً- وقع قوائم الحيوانات التي لا تؤذيها وعند سماعها حركة سير على الأرض من حيوان أو حتى إنسان من طبيعته أن يريد بها شراً، فإنها تدرك الجهة التي يأتي منها صوت تلك الحركة وعندها تفر الى الجهة الأخرى لكي تبتعد عن الخطر المحدق بها قدر الإمكان.

إذاً لا يجوز لنا الاستمرار في القول الشائع: فلان كالنعامة يدفن رأسه في الرمل كيلا يرى شيئاً ثم يحسب أن لا أحد يراه. بل الصحيح يجب أن نقول: فلان ذكي ويقظ جداً كالنعامة يتنسم الخطر قبل أن يقترب منه ثم يفر منه في الوقت الصحيح.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store