تزخر بلادنا المملكة العربية السعودية بمدخرات حضارية وسياحية وتاريخية ذات جذور عميقة تكاد تنطق موجودة على سطح الأرض من ذلك مثلا مدائن صالح في محافظة العلا حيث بصمة التاريخ والمشهد التراثي لبيوت ومساكن منحوتة في جبال شاهقة لآلاف السنين يمكن أن تستثمر للتعريف بالمملكة كوطن سياحي يحمل بين جنباته تاريخ وآثار حضارة يمكن أن ينشدها العالم كله كما أن الله سبحانه وتعالى نبه إليها في قوله تعالى (وتنحتون من الجبال بيوتًا فارهين) حيث مشاهدتها والمرور بها يكون أكبر وقعًا وتأثيرًا وأنت تنظر إلى هذا المشهد في مدائن صالح لتتفكر كيف أن الوحي يتطابق مع الواقع الذي قد يكون حدث قبل آلاف السنين وهو نوع من الإعجاز الغيبي الذي تفرد به الله سبحانه وتعالى والقرآن في توجيهه إن سيروا في الأرض وتبينوا أوضاع الأمم السابقة يحثنا على السياحة التثقيفية التراثية لذلك جعلها الله سبحانه وتعالى من صفات المؤمنين في قوله تعالى (السائحون) سورة التوبة ومما جاء في تفسيرها السير في الأرض لمشاهدة أحوال الأمم السابقة ذلك كله من منهج الله في الحياة وقوم صالح من الأمم السابقة، وذكر القرآن الكريم قصتهم مرارًا وتكرارًا فالمفروض أن يشمل الدليل «السياحي» للمملكة محافظة العلا التابعة لمنطقة المدينة المنورة وتبعد عنها حوالي ٣٠٠ كيلومتر ومن هنا كان التفكير الإيجابي بإظهار التراث السعودي المنقوش على الصخر عبر «رؤية العلا» ذات الأبعاد الاستراتيجية والوطنية والعالمية والاقتصادية.
إن «رؤية العلا» والاهتمام بهذا الموقع التاريخي الحضاري يجيء ضمن رؤية 2030 الهادفة لتحقيق مبادرات وطنية تحمل للوطن وأبناء وبنات الوطن كل خير وهو مشروع بحد ذاته ينعش الوضع المحلي اقتصاديًا لأهل العلا ومن حولها، حيث أنها محافظة يلتف حولها حوالي ٣٠٠ قرية هذا إلى جانب أنها ستكون منطقة جذب سياحي واستثمار اقتصادي فقد عبر عن هذا المشروع صاحب الرؤية ومهندسها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بقوله «إن ما يحدث في العلا ليس سوى البداية»، مشيرا إلى عدة أمور منها:
- الاهتمام بهذا الإرث التراثي والحضاري بإنشاء الهيئة الملكية لمحافظة العلا.
- حفل تدشين رؤية العلا ترمي إلى التخطيط السليم لانطلاقة الهيئة الملكية لمحافظة العلا لإحداث تحولات في المحافظة.
- إبراز معلم الإرث التراثي المتمثل في مدائن صالح إلى الواجهة العالمية لجذب السائحين.
- استقطاب المستثمرين على المستويين العالمي والمحلي وتحريك التوظيف على مستوى الوطن، حيث إن رؤية العلا تشير إلى توفير أكثر من ٣٤ ألف وظيفة.
- المحافظة على استمرار وتسجيل الإرث التراثي الحضاري لدى الجهات التاريخية العالمية كبصمة تاريخية للمملكة.
إن حضور تدشين رؤية العلا من لدن سمو ولي العهد وبحضور له وزنه العالمي ممثلا أكثر بالحضور الفرنسي وفق اتفاقية مع وزارة الخارجية الفرنسية يعد بمثابة الانطلاقة السليمة لمستقبل حضاري عالمي واقتصادي محلي يمنح الفرصة للحضور والمشاهدة والتوظيف والاستثمار.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
