تتنافس شركات الاتصالات العالمية في استقطاب الكثير من العملاء؛ عبر حِزمة من الإغراءات والتخفيضات الكبرى على الخدمات المقدمة من قِبَل كل شركة؛ رغبةً في كسب ود العميل المستفيد من الخدمة، والذي يبحث عن الشركة الأعلى جودة والأقل سعراً، والتي تُقدِّم خدمات مميزة تفوق مثيلاتها بين الشركات المنافسة.
وقد ظهر في الآونة الأخيرة؛ أن بعضاً من هذه الشركات تُوظِّف بعض العمالة لجمع بيانات ومعلومات من خلال عمل زيارات ميدانية لمنازل المستفيدين من خدمات هذه الشركة أو تلك، مقابل دفع مبالغ مالية إضافية على الفاتورة، كما يطلب المندوب المُرسَل -الذي لا يُعرَف هل هو يُمثِّل الشركة فعلاً أو يُمثِّل جهة أخرى مجهولة- بطاقة هوية المستفيد، لكي يُؤمِّن هذه الخدمة، وهذا الأسلوب غير مقبول في معظم دول العالم، ولم نر أو نسمع عن هكذا تصرُّف؛ بأن مندوبي الشركات، خاصة الاتصالات، يجوبون الشوارع ويطرقون على أبواب المنازل، لجمع بيانات في غايةِ الأهمية، وتُسلَّم لفئاتٍ مجهولة، لا نعرف مدى مصداقيتها في نظامية ما تقوم به من مهام!
مِن المتعارف عليه في معظم دول العالم، أن شركات الاتصالات لها مكاتب وفروع في كل أنحاء الدولة يقصدها طالب الخدمة، حيث تلبِّي طلباته في خلال دقائق معدودة، إذ يتمكَّن المستفيد من الخدمة في أن يبرز هويته وكل أوراقه لموظف مسؤول وفي جهة معروفة وذات مصداقية في الحفاظ على سرية المعلومات، ويُسلِّم أوراقه وهو مطمئن، بدلاً من إعطائها لشخصٍ مجهول في زمنٍ كثر فيه التحايل، واستغلال طيبة الناس.
لا أعلم مدى رضا الجهات الرقابية المعنية في السماح لمثل هذه الفئات بالتجوال والمرور على المنازل لجمع مثل هذه البيانات بالغة الأهمية.. ولنا تساؤل: هل هؤلاء الأفراد من الوافدين -فعلاً- تابعون لهذه الشركة أو تلك؟.. ولماذا لا تتبع هذه الشركة أو غيرها، الأسلوب الأمثل في الوصول للمستفيد، وعرض ما لديها من مميزات عبر قنوات معروفة مثل: قنوات التواصل الاجتماعي، أو عبر وسائل الإعلام المختلفة (مرئية، ومسموعة، ومقروءة)، بدلاً من إزعاج الناس للحصول على معلوماتٍ مهمة للغاية، لا يعرف هوية مَن يجمعها.
احترام المستفيد ينبع من خلال تقديم خدمات مميزة وبأسعار تنافسية عالية، ويجب الحصول على بيانات المستفيد عبر قنوات مصرَّح لها رسمياً، أو من خلال الهواتف المخصصة للتواصل؛ لكل شركة، الذي يسهل على المستفيدين الحصول من خلالها على الخدمة المراد إنجازها متى رغبوا في ذلك.
أريحونا من كثرة الوسطاء، أو المُتَّصلين من خارج نطاق الشركات، من أجل تقديم خدمة أفضل، وبأمان أكثر. والله من وراء القصد.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
