Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

خبراء: الآثار تتنفس حياة. وتوجيه خادم الحرمين أوقف مسلسل التعدي

خبراء: الآثار تتنفس حياة. وتوجيه خادم الحرمين أوقف مسلسل التعدي

عدم هدمها يعزز المكانة الحضارية للمملكة

A A
أكد خبراء ومهتمون بالآثار، أن توجيه مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين بعدم هدم المواقع الأثرية والثقافية والدينية والتاريخية أو إزالتها أو تخريبها أو تعديلها أو المساس بها، إلا بعد دراسة ذلك من جميع جوانبه من الجهات المعنية، واستيفاء المتطلبات النظامية للموافقة على ذلك، يُعَّدُّ موقفًا حازمًا يوقف مسلسل التعدي عليها تحت شعار «سد الذرائع»، كما يعزز المكانة الحضارية للمملكة وموقعها في العالم و»المدينة» ترصد من خلال هذا التحقيق ما تمثله هذه المواقع بالنسبة للدولة ولتاريخها، بل ولحاضرها ومستقبلها:

التاريخ والذاكرة

المهندس أنس صالح صيرفي قال: إن التوجيه يحافظ على التاريخ والذاكرة، فالمملكة هي مهد الرسالة الخاتمة، وتزخر بعدد هائل من المواقع والآثار التاريخية الضاربة في القدم وما تسجيل العديد منها في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، إلا اعتراف بتلك الأهمية ويضيف صيرفي: وما من شك أنه وعلى مرّ العقود الماضية بُذلت جهود مضنية في سبيل الحماية، والحفاظ على تلك الآثار، ولكنها في حاجة اليوم لمثل هذه الوقفة الحازمة لتجريم أي عبث أو انتهاك لها وبخاصة للمواقع المرتبطة بالتاريخ النبوي الشريف وما يمارس من تشويه أو طمس لمعالمها تحت عنوان «سدًّا للذرائع»، وقد توارت على إثره العديد من المعالم، وفقدت مقومات سياحية وتراثية واقتصادية غاية في الأهمية.

قويّا وشاملا

ويقول الدكتور سمير أحمد برقة ـ مهتم بالآثار والتاريخ المكي ـ: لا شك أن توجيه خادم الحرمين يدل على مدى الاهتمام والعناية بالمواقع والمعالم والأمكنة في الفترة الحالية والقادمة، وهذا التوجيه الملكي يترجم واقعيًّا مشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري، وكذلك مشروع العناية بالمساجد التاريخية، ويدعم الخطوات التي اتخذت، سواء بإنشاء الهيئة الملكية لمحافظة العلا أو الاهتمام بجدة التاريخية، وانتهاء بما أعلن عنه في رمضان الماضي بإنشاء الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، ويرى برقه أنه لا شك أن التوجيه كان قويًّا وواضحًا وشاملًا، فقد شمل المواقع الأثرية والثقافية والدينية والتاريخية، وضرورة المحافظة عليها، وعدم إزالتها أو تخريبها أو تعديلها أو المساس بها، وهذا دون شك ولا ريب يتوافق مع رؤية 2030.

المكانة الحضارية

الدكتور عدنان عباس عدس ـ خبير التراث العمراني والمعماري، عضو لجنة الايكوموس السعودي، والمدير العام لمركز المقصورة لاستشارات التراث الحضاري بالمملكة قال: التوجيه الكريم يعبّر عن أهمية المواقع الأثرية والتراثية، ويمنع هدمها، ويشجع الحفاظ عليها، ويؤكد أهميتها للدولة في تشكيل هوية المواطن وانتمائه لتاريخه وحضارته، وترسيخ معاني الوطنية والاعتزاز بالوطن، لا سيما أن المملكة أرض ذات مساحة كبيرة تقاطعت عليها الحضارات منذ القدم وعبر العصور، فالحفاظ على هذه المواقع سيعضد ويعزز المكانة الحضارية للمملكة وموقعها في العالم كدولة ريادية ومؤثرة.

بلد الحضارات

وذكَّر الدكتور عدس أن هذا التوجيه جاء تتويجًا لما صدر في السابق من أنظمة كنظام الآثار والتراث العمراني؛ ما سيساعد المملكة على تحقيق الريادة على المستوى؛ لذا يجب الاهتمام بهذه المواقع؛ لنستعيد دورنا الريادي في صناعة المستقبل، من خلال استعادة دورنا الحضاري والريادي، خاصة أنه تم تسجيل أكثر من خمسة مواقع في قائمة التراث العالمي لذلك قضية العناية بهذه المواقع، واستدراك ما ضاع منه هي قضية كل إنسان على هذا الوطن.

وتشهد المملكة مرحلةً انتقاليةً وتاريخيةً في مجال الحفاظ على التراث العمراني في رؤية ٢٠٣٠، وبرنامج التحول الوطني، وبرنامج جودة الحياة، وهذا من شأنه تعزيز الجهود التي تبذل من قبل هيئة السياحة والآثار والتراث العمراني ووزارة الثقافة.

همم شامخة

ويرى الدكتور عدس، أن هذه المواقع ستشهد تطويرًا، علمًا بأن هناك تحديات كبيرة، ولكن كما قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد: إن همتنا مثل جبل طويق لا تزول ولا تنكسر بإذن الله، مضيفًا أن الدولة بدأت تنفيذ خطط وبرامج؛ للعناية بالتراث العمراني وحمايته من الإهمال والإزالة واستثماره ثقافيًّا واقتصاديًّا، وبدأت في تنفيذ برامج مهمة في هذا المجال تتسم بالتخطيط والتطوير المدروس، كما تشهد في منطقة العلا، وتُسهم في الحفاظ وإبراز القيمة التاريخية للمواقع الأثرية والتراثية؛ لرفع الوعي على مستوى مسؤولي الحكومة والمجتمعات المحلية بأهمية المحافظة على التراث العمراني، باعتباره مصدرًا رئيسًا لحفظ تاريخ البلاد، وانعكاسًا لحضارتها الأصيلة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store