Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

السمنة مُعدية

A A
تتعدَّد الدراسات والإحصاءات التي يتم نشرها بين فترةٍ وأخرى بشأن السمنة في المملكة، ومن ذلك إحصائية نُشرت العام الماضي، وتُفيد أن نسبة السمنة في المملكة وصلت إلى 59,4% لمن أعمارهم تجاوزت 15 عامًا، كما أوضحت بأن هناك 30,7% يُعانون من الوزن الزائد، في حين أن 28,7% يُعانون من مشكلة السمنة، في حين أظهرت نتائج أخرى أن نسبة السمنة قد تصل إلى 70%، كما أن مضاعفات السمنة قد تؤدي إلى وفاة نحو 20 ألف شخص سنويًا.

خطر السمنة كبير، غير أن كثيرًا مِنَّا يتجاهله ولا يهتم به، وتلعب الصحبة دورًا بارزًا في هذا التجاهل، فهناك بعض الأفراد لديهم زملاء يُمارسون الرياضة، ويحرصون على أكل الأغذية المفيدة، فبعض هؤلاء يساعدون غيرهم على تجنب الإصابة بالسمنة، أما إذا كانت الصحبة لا تكترث بمثل هذه الأمور، وهم يتنقلون طوال اليوم من مطعمٍ لآخر ومن مقهى لآخر، فلا عجب أن ترتفع نسبة المصابين بالسمنة، وقد نشرت جريدة المدينة- مؤخرًا- خبرًا عن دراسة أمريكية أعدتها جامعة كاليفورنيا تفيد بأن السمنة واكتساب الوزن مُعدية، كالأنفلونزا والأمراض الموسمية المعدية الأخرى، وفقًا لما نشرته مجلة (news week) الأمريكية، وقالت المجلة: إن دراسة أُجريت وأثبتت احتمالًا بنسبة 57% في أن تصبح بدينًا بمجرد مرافقتك لصديقٍ أو فردٍ من العائلة يكون مصابًا بالبدانة، ويعود ذلك إلى أن الارتباط الوثيق بين نمط الحياة والصداقات والعادات الغذائية؛ والتي عادةً ما تُؤثِّر على الوزن والصحة بشكلٍ عام، وبحسب الدراسة، فقد يُؤثِّر العيش في مجتمع لا يُمارَس فيه الكثير من الرياضة، بالإضافة إلى استهلاكهم المتواصل للوجبات السريعة على سلوك الأفراد.

مجتمعنا اليوم يعاني من العديد من الأمراض بسبب السمنة، وقد أحسنت بعض الجهات في اتخاذ خطوات مُتقدِّمة لمكافحتها، سواء بالتشجيع على ممارسة الرياضة، أو إنشاء مرافق للمشي، أو التوعية بمخاطر السمنة، إضافةً إلى ما تم مُؤخَّرًا من التأكيد على وضع السعرات الحرارية على الأغذية الموجودة في المطاعم والمقاهي، ومع ذلك فقد تجد البعض يُدافع عن السمنة، ويعتبرها أمر إيجابي، ويفتخر بها أحيانًا.

مجتمعنا في حاجةٍ ماسة إلى تكثيف التوعية بشأن السمنة وأضرارها وسبل مكافحتها، خصوصًا صغار السن، والأجيال القادمة الذين تعوَّدوا على أكل الوجبات السريعة والحلويات والسكريات... وغيرها من الأغذية غير المفيدة، والتي قد تضرهم لو اعتادوا عليها مستقبلًا، وتُسبِّب لهم –لا سمح الله- أمراضًا قد لا يتمكنوا من علاجها في المستقبل، فلابد أن نعتني بالغذاء الذي نأكله، وأن نتجنَّب الصُّحبَة التي لديها إفراط في الأكل وإدمان على الوجبات السريعة، وإن كان أصدقائك من أصحاب الوزن الزائد أو المصابين بالسمنة، فقد تُصاب مثلهم بها، فالسمنة مُعدية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store