Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

بكائيات الـ(بي بي سي)

A A
المتابع لقناة الـ(بي بي سي) البريطانية يلاحظ أنها لم تلتزم بخطها الذي أعلنت عنه كقناة تقدم الحقيقة والدقة وتتبع سياسة الحياد والاستقلالية عند نقلها للأحداث، إذ تحولت بزاوية 180 درجة عن المسار الذي حددته، وتحولت إلى بوق يخدم بعض جهات تغدق عليها بما يفوق ميزانياتها، وتستهدف دولاً معينة في محاولة يائسة للتأثير على سياساتها وإثارة شعوبها، كما تحولت أيضًا إلى ما يشبه فريق (النواحة) أو كما يُسمون في مصر الشقيقة بـ(البكائية والعدودة) ومهمة أولئك تأبين الميت وذكر مناقبه وصفاته، وعادة ما يتكون الفريق من مجموعة من النساء يلطمن على خدودهن، ويشقُقنَ جيوبهن، ويُهلن على أنفسهن التراب، رغم أن الميت لا يمتُّ لهن بصلة، هكذا فعلت، ولا زالت تفعل الـ(بي بي سي) منذ مقتل «جمال خاشقجي»، يجتر مذيعوها خبر مقتله بمناسبة وبدون مناسبة، رغم مرور ثلاثة أشهر على ذلك الحادث.

الكل يعرف بأنها قناة موجهة، ومعول هدم، ولا تظهر الحقائق، وشاهدنا في هذا ما قاله «روبرت بنسون» المحرر السياسي الذي أمضى تسع سنوات في الإذاعة البريطانية وغادرها عام 2015، فقد اتهمها بالتحيز وعدم الحياد، وتتجلى فيها مظاهر عدم النزاهة وعدم الضمير الإنساني، وأزمة أخلاقيات الإعلام.

لقد سبق لهذه القناة أن بثت إعلانات تتعلق بجمع المساعدات لكل من دارفور والكونغو وراواندا، وفي مقابل ذلك رفضت بث نداء استغاثة تلفزيوني أطلقته إحدى المنظمات الإنسانية لمد يد المساعدة لأطفال وأبرياء وشعب غزة المنكوبة التي دمرتها إسرائيل.

تحرص هذه القناة على مسألة الانتقاء في عرض الأحداث وبثها لما يتفق وسياستها العدائية نحو بلدان معينة، وتتجاهل ما تريد أن لا يتم تسليط الضوء عليه لبلدان أخرى لغرض في نفس يعقوب، فقد تجاهلت خبر اختفاء رئيس الأنتربول (منغ هونغوي)، مثلما تجاهلت قضية تسميم الجاسوس الروسي السابق «سكربال» وابنته في سالزبوري، وهي القضية الكبرى التي كانت فعلاً تستحق حشد عشرات المقابلات لها، والبحث عن المتسبب، لان الاعتداء عليه جاء في الأراضي البريطانية ومن قِبل روسيا كما صرح نائب المندوب البريطاني بمجلس الأمن، وأين الـ(بي بي سي) عن اعترافات «جون هوبكنز» عميل المخابرات البريطانية الذي اعترف بقتله للأميرة (ديانا) واغتيال الأفراد الذين يشكلون تهديدًا للأمن الداخلي للمملكة المتحدة، واعترف بأنه كان ومعه 7 أفراد يعملون على تنفيذ الاغتيالات السياسية، وكان معظم ضحاياهم من السياسيين والناشطين والصحفيين وقادة النقابات، واعتراف «هوبكنز» بأنه قام بتنفيذ 23 عملية اغتيال لوحده لوكالة المخابرات البريطانية في الفترة ما بين 73 - 1999.

لماذا لم تفتح هذه القناة التي تصف نفسها بالحرة والمحايدة ملفات أولئك الضحايا الذين تحدَّث عنهم العميل «هوبكنز»، ألم يكن اعترافه بقتله للأميرة ديانا حدثًا يستحق أن تجتره هذه القناة سنوات عدة تسعى من خلاله للكشف عن من وقف خلف قتلها، ومن أعطى الأوامر لهوبكنز بقتلها، بدل التوجه للمشاهد العربي لتسميم أفكاره بقضايا ملفقة وتقارير مزورة؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store