Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

أخشى على وجه السنغال الديمقراطي الجميل غدا!

إضاءة

A A
أحببتُ السنغال الإفريقي المسلم، وتجربته الديمقراطية، وأتيه به فخرًا، كإفريقي مسلم!

في ضوء ذلك، أخشى تشويه وجه السنغال الجميل؛ عندما تنطلق الانتخابات الرئاسية غدًا بين خمسة مرشحين؛ بينهم الرئيس الحالي «ماكي سال» في جو مشحون للغاية!

على أن المدهش أو المفزع في الأمر، أن أجواء الشحن هذه المرة ليست بين رئيس حالي ومنافسيه، وليست بينه وبين الرئيس السابق، وإنما بينه - بين الرئيس «سال» وبين ابن الرئيس السابق «عبدالله واد»!

ولأنني أُحب الزعيم «واد»؛ الذي صادقته معارضًا صلبًا، وحقوقيًا نزيهًا، فقد ذُهلتُ وأنا أسمعه يُهدِّد ويتوعَّد، ولا يكتفي بدعوة الناخبين لمقاطعة الانتخابات، وإنما لسكب البنزين على البطاقات، وتعطيل اللجان!

والذي حدث أن «كريم» نجل الرئيس السابق «عبدالله واد»؛ قرر الترشُّح للرئاسة، مستفيدًا من شعبية والده من جهة، وخبراته الاقتصادية من جهةٍ أخرى.. لكن المحكمة العليا قررت الحكم عليه بالسجن 6 سنوات، لتورُّطه في قضايا تربُّح وفساد، أثناء تقلّده لمنصبِ وزير التعاون الدولي ومن ثم فقد أُقصِي عن الترشح!

على أن «كريم واد»؛ الذي لقَّبه معارضوه بوزير السماء والأرض، لا يحظى فقط بدعم والده، وإنما بدعم الحزب الديمقراطي، الذي اختاره أمينًا أو رئيسًا له بعد مغادرة الأب الرئيس إلى باريس منذ عامين للإقامة هناك.

ولقد كان من الممكن أن يكتفي الزعيم العائد «عبدالله واد»؛ بدعم مساعده «ماديكي نيانج»، أو رئيس الوزراء السابق «إدريس سيك» إذا كان الهدف هو إزاحة الرئيس «سال» عن الحكم بطريقة ديمقراطية، لكن غضبة «واد» على إقصاء ابنه من الترشُّح، جعلته يبدو في نظر المُحبِّين له -وأنا منهم- قبل الخصوم، أشبه بمَن جاء يُشعِل البيت نارًا!

في كل الأحوال، ستنطلق انتخابات الرئاسة السنغالية غدًا.. فإن أُجريت بسلام، وهدأت النار في قلب «واد»، كما أتوقَّع، ستنتهي أغلب الظن لصالح الرئيس الحالي «ماكي سال»، ليس بفعلِ فاعل، وإنما بفعل معدل النمو في بلاده، الذي ارتفع من 2 إلى 7%، ناهيك عن سلسلة الإصلاحات السياسية والاقتصادية والمشروعات الخدمية والإنتاجية. وإن استعرت النيران في اللجان بفعل اشتعالها في قلب «عبدالله واد»، فيقينًا سيخسر شعبيته الكبيرة كأحد آباء التجربة الديمقراطية الجميلة، التي أرساها «عبده ضيوف»، ومضى إلى المجد وليس للنسيان.

تحية حب إفريقية بل عالمية لـ»عبده ضيوف»؛ الذي خسر الانتخابات، فسلَّم الحُكم بودٍّ لـ»عبدالله واد».. وتحية لـ»واد» عندما خسر الانتخابات فسلَّم الكرسي لـ»ماكي سال».. ودعاءً للتجربة الديمقراطية للسنغال في كل الأحوال.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store