Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

عَمَار وتحيا مصر

بانوراما

A A
كانت آخر زيارة لي لجمهورية مصر العربية الشقيقة أو لمصر العزيزة وأعني بها مدينة القاهرة -لأن الإخوة المصريين عندما يقول الواحد منهم: نازل مصر، دلَّ ذلك على أنه يرغب في السفر إلى القاهرة-أقول: كانت آخر زيارة لي لمصر في بداية عام 2014م. والأسبوع الفائت ذهبت لزيارة مصر-القاهرة- في زيارة للسياحة لمدة أربعة أيام. للأمانة والتاريخ لقد وجدت ما يسرُّ ويُفرح في هذه الدولة العزيزة لدرجة أن الفرق بين الزيارتين كان كبيراً جداً ولا يحتاج الى شرح، فكم من كُبْرٍ تم تشييده، ومدن جديدة تم بناؤها، وأسواق تجارية تم إنشاؤها. ولحبي لأدب الرحلات، فسوف أبدأ بالكلام عن هذه الرحلة الجميلة أولاً، بالبَشَر-المصريين- وهم العنصر الأهم، فمنذ أن وطأت أقدامنا أرض الكنانة مصر الحبيبة والواحد منا لديه إحساس وشعور أنه في بلده، كل من قابلناه يلقانا بالحب والترحاب وبتقدير كبير لبلادنا المباركة قبلة المسلمين وبلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية وقيادتها، بدءاً بالمطار والفندق وانتهاءً بالأسواق والمناطق السياحية، الكل يقدِّم العون والمساعدة. تركت للابن محمد مع السائق المرافق عم أحمد الذي اختفت كلمة ( لا) من قاموسه، وضع جدولٍ يومي للأماكن التي سوف نزورها. ففي اليوم الأول كانت زيارتنا لمعرض الكتاب وللمكتبات في ميدان طلعت حرب وغيرها كمكتبة الشروق والحاج محمد مدبولي وانتهاءً بمكتبات سور الأزبكية الشهير والأوبرا المصرية. أما اليوم الثاني فكان من نصيب المدينة القديمة، الأزهر وخان الخليلي وقهوة نجيب محفوظ والفيشاوي وقلعة محمد علي، وكان يوماً مصرياً بامتياز، لم تفارقنا فيه الضحكات طوال اليوم لأن النكتة لدى الإخوة المصريين تأتي بالسليقة وبدون تكلُّف، وأذكر أجمل نكتة سمعتها ونحن في قهوة نجيب محفوظ حين طلبنا زجاجة ماء من الحجم الصغير وإذا بالجرسون يرد قائلاً: «عاوز (إزازة) مية صغيرة عندها كم سنة».

بعدها جاء نصيب المتاحف والأماكن الأثرية مثل متحف عائشة فهمي في الزمالك، والسادات في الجيزة، والقرية الفرعونية إضافةً الى رحلة نهرية. وأخيراً تناولنا طعام العشاء في أحد أكبر المولات -كايرو فستيفال- في مدينة القاهرة الجديدة. بعدها كان يوم الفن المسرحي فكانت مسرحية (خيبتنا) لفرقة الفنان محمد صبحي على مسرح (مدينة سنبل) في طريق إسكندرية الصحراوي، قضينا فيها أمسية جميلة مليئة بالضحك البريء، وفي اليوم الأخير كان موعدنا لحضور عرض مسرحي آخر لفرقة الفنان محمد هنيدي في مسرحية بعنوان (ثلاثة أيام في الساحل) على مسرح (كايرو شو) بمدينة 6 أكتوبر، وكانت مسرحية كوميدية وترفيهية ممتعة، وهي التي تم التوقيع على عرضها في بعض مدن المملكة في الشهر القادم.

وبنهاية الرحلة الممتعة لمصر الحبيبة حُقَ لي أن أقول: «عَمَار وتحيا مصر».

قال أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدته (إنما الأمم الأخلاق):

واخفض جناحك في الأرضِ التي حملت.. موسى رضيعاً وعيسى الطُّهر منفطما.

وأخرجتْ حكمةَ الأجيالِ خالدةً.. وبيَّنتْ للعبادِ السيفَ والقلما.



B.assas@hotmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store