Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
منى يوسف حمدان

الزمن الجميل.. ولغة الضاد

A A
في حلقة متميزة من برنامج -بالمختصر- مع المذيع المتألق ياسر العمرو، تم استضافة رموز إعلامية تتحدَّث باللغة العربية الفصحى من الزمن الجميل، أصوات تربينا عليها وتعلَّمنا من حواراتها اللغة العربية بكل جمالها وفنونها، ووقْعِهَا على أسماعنا. كان الضيف وحيد جلال صاحب الصوت الأشهر في جزيرة الكنز -سيلفر- يتحدَّث بكل فخر - رغم كل سنوات العمر الطويلة في مجال الفن والدبلجة لأفلام الأطفال- بأنه ما زال حاضرًا وبقوة في أذهان الجماهير العربية في كل بقعة من بقاع الأرض، ويفتخر بأن كثيرًا من القيم يتلقَّاها الطفل العربي عبر تلك المسلسلات في الزمن الجميل، الذي كان هناك معايير أخلاقية، حيث يتم فلترة كل ما يخدش الحياء، ويُخالف العرف والتقاليد العربية الأصيلة، وكان يمتلك في حواره الكثير من روح الدعابة والفكاهة، مع الاعتزاز بأن اسمه قد حقَّق أعلى الأصوات في اختياره معلقًا لبرنامج الحصن في نسخته السعودية، ونحن في انتظاره لنستمتع بصوته وتعليقه.

أما الفنان القدير جهاد الأطرش وهو يُحاور مَن يتحدَّث معه، يُطربك بتمكُّنه من ضبط الكلمات، وسلامة قواعد اللغة، والتزامه بتلك المفردات الجميلة، وحصيلة لغوية تجعلك تقف احترامًا لهذه القامات الفنية العملاقة في عالمنا العربي، ومازالت كلماته تتردَّد في عقولنا وأفئدتنا عبر مسلسل جرانديزر، وشخصية دوكفليد.

أما الفنان الكويتي عبدالرحمن العقل وشخصية عدنان في مسلسل عدنان ولينا، ارتبطت طفولتنا البريئة بتلك القصص وعالم الخيال الإبداعي في مسلسلات مترجمة من الثقافة اليابانية.

هناك نقد لكل ما يُعرَض للطفل اليوم من أفلامٍ تُحرِّض على العنف والقتل وسلوكيات شاذة عن فِكرنا ومجتمعاتنا، وألفاظ غير لائقة دخيلة على ثقافتنا، وفي طرحهم الراقي كانت هناك دعوة لكل القنوات الفضائية المحلية والخاصة بأن يتقوا الله في أجيال اختلطت عليها القِيَم، ويُعاني كثيرًا من اختلال منظومة القيم.

أين هم متخصصو علم الطفولة، وكُتَّابه، ومَن تولّوا أمانة أدب الطفل، لماذا لا تتوحد الجهود من أجل منتج إعلامي يليق بالطفل العربي، واستخراج الكنوز الفِكرية في مكتباتنا العربية بلغةٍ عصرية، تلتقي فيه الأفكار مع التقنية لنستقطب أطفالنا ليتعلقوا بها، وتكون بديلًا مثاليًا لِمَا يُعرض حاليًا، ويُخالف جُلّ القِيَم التي ننشدها، ونودُّ غرسها في نفوس أبنائنا والأجيال القادمة.

لدينا قدرات شبابية تمتلك مهارات فنية وتقنية وفِكرًا إبداعيًا متميِّزًا، يحتاجون لمظلة ترعاهم، وتُقدِّم لهم كل ما يحتاجون إليه من أجل إنتاج سينمائي مبدع، يليق بمتطلبات المرحلة التي نعيش.

فلنبادر بأفكارنا اليوم من أجل غدٍ أجمل لأطفال المستقبل، ولنحافظ على هويتنا وقيمنا وتلبية طموحاتنا، ولنُحارب كل الأفكار المتطرفة أخلاقيًا وسلوكيًا وعقديًا عبر برامج متخصصة للطفولة، بهوية سعودية تنافس عالميًا. مازال الأمر متاحًا لاستدراك ما فاتنا، ونحن نؤمن بأن منبع الأخلاق هو وطننا الغالي، لأن نبينا العظيم عليه أفضل الصلاة والسلام بُعث بيننا في هذه الأرض المباركة، وقال قولًا خالدًا: (إنما بُعثت لأُتمِّم مكارم الأخلاق). أخلاقنا وهويتنا وإيماننا وعقيدتنا لا يمكن أن يُساوم عليها أحد، ونحن أهل للحفاظ عليها وتعزيزها، وضرب أروع الأمثلة لنكون قدوة حية للعالم في الالتزام بكريم الأخلاق.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store