Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيلة زين العابدين حماد

لجوء المراهقات السعوديات.. وغياب حوار الآباء مع الأبناء (2)

A A
أُتابع أسباب غياب الحوار بين الآباء والأبناء في الآتي:

• ينصرف بعض الآباء عن الحوار مع أبنائهم لعدم التزام الأبناء بآداب الحديث، مثل: التطرق إلى موضوعاتٍ فرعية، وعدم الإنصات إلى الأب أو الأم أثناء الحوار، وإصرار الأبناء على آرائهم. وينبغي على الأب أن يتمهَّل ويُعلِّم أبناءه كيف ينصتون، وكيف يتحدَّثون ويلتزمون بأدب الحوار، ولا يمل من التوجيه المستمر في هذا الاطار، وألّا يتعجَّل أن يكون الأبناء على الصورة التي وصل هو إليها. وللزمن وللوقت حكمة، فالوقت جزء من العلاج -كما يقولون-.

• عدم قدرة الأب على إجراء حوار فعَّال مع أبنائه، فإذا كان الأب لم يتعلَّم مهارة الحوار مع أبنائه توقَّف الحوار، وأصبح حوارًا موسميًا، فقد يُكثِر الأب الحديث مع أبنائه، مستعملًا الأسئلة المغلقة التي لا تُشجِّع الابن على أن يفضي بمكنونات صدره، أو أن يتعمَّد السخرية من أبنائه، وملاحقتهم بالكلمات النابية الجارحة، التي تُوقِف مجرى الحوار بينهم، أو الإصرار على فتح حوار في موضوع لا يُناسب الوقت طرحه، ومن الحكمة إرجاء بعض الموضوعات إلى الوقت الذي يرغب فيه الأبناء، وليس من الحكمة التسرع في الحُكم على الأشياء بالشكل الذي يحكم من خلاله الابن على الأب بأنَّه غير موضوعي وغير منصف، أو الحديث المباشر في بعض الموضوعات، ففي بعض الموضوعات يستطيع الأب أن يصل إلى مراده في التعرُّف عليها من خلال الحوار غير المباشر.

• إحساس الأب بعدم جدوى الحوار، فكثيراً ما ينشغل أبناؤنا بأشياء أخرى، ويعزفون عن الحوار معنا، مثل: اللعب، أو الترفيه، من ثم يشعر الأب بعدم جدوى الحوار، وينبغي أن يتنبَّه الأب لذلك، وألَّا يتدخَّل أو يطرح موضوعات للحوار، إلاَّ إذا كان الوقت مناسبًا، والابن راغبًا في الحديث، أو قد يشارك الأب أبناءه ألعابهم، وأثناء اللعب والانسجام يفتح الأب الحوار بصورة غير مباشرة.

• فُرِضت علينا ظروف ما، منها أن نخوض بأبنائنا سباقًا في التعليم، يلهث فيه معنا الأبناء بشكلٍ قد يتناقص مع إمكانياتهم وظروفهم وقدراتهم، وقد يخفق الأبناء في هذا السباق، ولا يصلون إلى ما نود، أو يحصلون على درجات منخفضة، ويكثر اللوم والعتاب، ثم يتوقف الحديث، لأنَّنا لم نشأ تحويل طبيعة الموضوع، وصمَّمنا على موضوع معين قد لا تسعف قدرات أبنائنا تحقيقه، لذلك على الأبوين ألا يكونا تقليديين، وينظرا لكل فرد من أبنائهما على أنَّه نسيج وحده، ويكتشفا نقاط تميُّزه ويحاولا أن يُشيرا إليها دائمًا، فقد تُحفِّز هذه النقاط الابن للتغلب على نقاط ضعفه.

والسؤال الذي يطرح نفسه: ما نتائج غياب الحوار بين الآباء والأبناء؟!.. والإجابة تتلخص فيما يلي: مصادقة الأولاد لقرناء السوء.. تورط الأبناء في علاقات محرَّمة.. وقوع الأبناء في مستنقع إدمان المخدرات.. لجوء الأبناء إلى الهروب، أو الانتحار، أو محاولة الانتحار.. وقوع الأبناء في حبائل شبكات المنظمات الإرهابية.. تعرُّض الفتيات لابتزاز بعض الشبَّان نتيجة إقامة علاقات معهم عبر الإنترنت، أو الهاتف النقَّال.. بُعد الأولاد عن الآباء، وعدم ارتباطهم بهم عاطفيًا وإنسانيًا، وقد يصل هذا البعد إلى مرحلة العقوق.

إنَّ فتح الآباء لباب الحوار مع الأبناء، سوف يُجنِّبهم الوقوع في تلك المهالك؛ إذ لابد من كسر حواجز الصمت بين الآباء والأبناء، وذلك يأتي بمصادقة الأولاد، والتقرَّب منهم، ومنحهم الحُب والإحساس بالأمان، ليبوحوا بما يُعرقل صفو حياتهم، وما يُواجههم من تهديدات أو إغراءات، فيقف الآباء مع أبنائهم لاجتياز الأزمات دون أن يخسروا أكثر، وتكون دروسًا وعبرًا لهم يستفيدون منها في حاضر ومستقبل حياتهم.

للحديث صلة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store