Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

سياحة السعوديين وهجرة ملياراتهم!

ضمير متكلم

A A
* (مركز الاتصال السياحي التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني يعالج أكثر من «14 ألف شكوى» خلال العام 2018م، تضمنت مخالفات إدارية ونظامية وتسعيرية، وقد شملت الشكاوى مختلف القطاعات المرتبطة بالسياحة...)، هذا ما نقلته «صحيفة المدينة» قبل أيام.

* وهنا إذا أضفنا لتلك الأرقام التي احتضنها عام واحد فقط الشكاوى التي قُدِّمت لـ»الهيئة» عبر مواقع التواصل الأخرى، وكذا بعض صور معاناة السائحين التي لم يُفصحوا عنها، أو تلك التي لم تصل للجهات المعنية، نجد أننا أمام ما يمكن وصفه بـ»ظاهرة عامة شكوى وتذمر من قطاع السياحة الوطني»!

* فرغم اجتهادات الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ومحاولاتها الجادة لتحريك المياه الراكدة في ذلك القطاع، والتي كان آخرها «مبادرة مواسم السعودية السياحية لعام 2019م»، إلا أن سياحتنا الداخلية مازالت تتلبس بها العديد من المعوقات أو السلبيات منها: سوء الخدمات، التي يقترن بها غلاء الأسعار في الفنادق والشقق والحدائق والمنتزهات، وهناك خطورة الطرق الخارجيّة التي تربط ببن المناطق والمحافظات والمدن، وافتقاد استراحتها لأبسط المقومات الإنسانية والخدميّة، يصاحب ذلك ارتفاع أسعار المواصلات العامة كالطيران، والباصات، والقطارات؛ والأخيرة المتعارف عليه عالمياً أنها الأرخص والأكثر شعبية؛ إلا عندنا فهي الأغلى، وأقرب الأمثلة وأصدقها قطار الحرمين الشريفين، فتكلفة رحلته ذهاباً وعودة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة على درجة ذوي الدخل المحدود أو الاقتصادية تصل لــ»315 ريالاً». ومن معوقات السياحة المحلية كذلك عدم الاهتمام بالأماكن الأثريّة، وضعف التعريف بها، والترويج لها؛ كما أن هناك قلة في المدن والبرامج والفعاليات الثقافية والترفيهية التي تخاطب مختلف أطياف وأعمار المجتمع، والتي دخولها وحضورها يكون إما مجاناً أو بأسعار تنافسية!.

* أخيراً -بحسب تقارير إحصائية- فإن إجمالي ما ينفقه «السعوديون» على السياحة الخارجية تجاوز في بعض السنوات ما يعادل «12%» من إجمالي الإنفاق الحكومي، حيث بلغ نحو أكثر من نصف تريليون ريال (580,7 مليار ريال) خلال عشرة أعوام وتحديداً منذ عام 2007م حتى عام 2016م، فيما زاد عدد الرحلات السياحية المغادرة من المملكة خلال عطلة صيف 2018م، « 9,4 مليون رحلة»، بنسبة نمو «7,4%» عن نفس الفترة من العام 2017م، فيما بلغت مصروفاتهم أكثر من «30,5 مليار ريال». فمتى يستوطن السعوديون سياحة بلادهم؟! ومتى تتم المحافظة على تلك المليارات المهاجرة، التي ستخلق آلاف الوظائف لشبابهم؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store