Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

بيع الذنوب.. ومناصحة الجن!

ضمير متكلم

A A
* انتشر عبر مواقع وبرامج التواصل الحديثة "مقطع مَرئِي"، فيه أحدُ المُستَفتِينَ يسأل (معالي الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء) عن حُكْمِ قِيَامِهِ في حَالِ كان لِوَحْدِه بِأَمْرِ الجِنِّ بالمعروف ونَهْيهِم عن المنكر، "الشيخ" الذي استغرب من طبيعة السؤال، ومِن طرافته، لكنه -حفظه الله- التزم الهدوء، ثم نصحَ ذلك المُسْتَفْتِي بِلُطفٍ أن يَترُكَ الجِنّ للجِنِّ،...).

* وهنا طبعاً من حقِّ الإنسان أو المسلم أن يسأل ما يشاء، وبالتأكيد لا مسَاسَ أبداً بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة للبشر، ولكن يبدو أن البعض قد ترك أمر نفسه، ومراجعتها، والمداومة على مناصحتها، معتقداً كَمَالَهَا؛ وتفرّغ تماماً لمتابعة غيره والوصاية والتسلُّط عليهم، ومطاردتهم صباح مساء، حتى ولو أدى ذلك لافتعال المشكلات والأزمات معهم خارج إطار مسؤولياته المُكَلَّف بها، بل أنه قد يكون انتهى من الإنس، ويُريد أن يذهبَ لِعَالَم الجِنّ.

* أيضاً أعتقد أن مثل تلك الأسئلة المتقعرة والعجيبة، يدل على ضعف في مستوى الثقافة الدينية، التي قد تحيط بِفئةٍ -نرجو أن تكون قليلة- ممَّن يُمارسون النُّصْح والتوجيه، بينما هم لا يملكون أبسط مفردات العِلم الشرعي، التي تجعلهم قادرين على مخاطبة الجمهور، والتَّصدُّر في منابِر الفتوى والحُسْبَة.

* وفي هذا المجال لا ننسى كذلك طائفة من الفتاوى الشاذة -من قِبَل البعض- التي للأسف تجد رواجاً كبيراً، لاسيما في منصات الإنترنت ومواقع التواصل كـ"تلك التي أجازت "بَيْع الذنوب" في الدنيا للغير، للخلاص مِن تبعاتها في الآخرة، وهي التي أنكرها (معالي الشيخ الدكتور عبدالله المنيع عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي)، ووصفها حينها بالساذجة والسخيفة.

* ولذا وفي ظل هذا الانفلات، والانفتاح الإعلامي والرّقَمِي؛ فعلى كل مسلم أن يكون أكثر حذراً، وأن يأخذ العلم فقط من مصادره الأصلية، ومن العلماء المعتبرين والموثوق بهم، والذين يحرصون على أن يكونوا أكثر قُرباً وتواصلاً مع عامة الناس.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store