Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

الحل هو تغريم شركة المياه!!

بضاعة مُزجاة

A A
من المفترض أصلاً ألّا تنكسر أنابيب شركة المياه في أحياء جدّة الجديدة، أوّلاً لأنّها نُفِّذت حديثاً، وثانياً وثالثاً.. وصولاً لعاشراً: لأنّ مسؤولي شركة المياه قد صرّحوا في العديد من المناسبات أنّ مواد الأنابيب وتشغيلها وصيانتها هي حسب أعلى المواصفات العالمية!.

ومع ذلك لا يكاد يمرّ أسبوع إلّا ونسمع عن انكسارات لأنابيب الشركة، ونتأسّف ونتحسّر معها على كميات هائلة من المياه العذبة المُهدرة في الشوارع، ممّا قد أنفقت الدولة ملايين الريالات على تحليتها من البحر الأجاج، فمتى ينجلي ليل هذه الانكسارات؟.

وبالأمس القريب هاتفني أحد المهندسين المتقاعدين ذوي الخبرة الكبيرة في قطاع تحلية المياه، وأخبرني أنّ أنبوباً لمياه التحلية قد انكسر في حيّ الحمدانية الذي يسكنه، وظلّت المياه تتسرّب منه لمُدّة أكثر من ٢٤ ساعة رغم أنّه اتصل مُبكّراً بشركة المياه، وكذلك ببعض قيادات الشركة ووزارة البيئة والزراعة والمياه الذين ربّما قد جعلوا هواتفهم الجوّالة على الوضع الصامت والمُريح، ربّما أيضاً لأنّ الصمت عندهم هو خيرٌ من الكلام!.

ولكم أن تتخيّلوا حجم المياه المُهدر من أنبوب كبير مُخصّص لتغذية أحياء كاملة، ومُدّة انكساره «٢٤» ساعة وزيادة هي مُدّة كارثية طويلة وغير مقبولة بكلّ المعايير، والمُدّة التي يمكن قبولها ولكن على مضض هي دقائق معدودات لا عشرات المئات من الدقائق، والمرء لا يستطيع التعايش مع تسرّب بسيط للمياه من مرحاض بيته لدقائق فكيف تستطيع الشركة التعايش لأكثر من يوم مع هذه الانكسارات الضخمة والمتكرّرة دون أيّ معالجة سريعة؟ والشركة مُطالَبة بمضاعفة الاهتمام بالمياه، وبالحرص على عدم هدرها، ولو كانت تعلم مدى الجهود الفنية والمالية والبشرية والإدارية واللوجستية التي تُصرف على إنتاج قطرة مياه مُحلّاة واحدة من البحر لربّما عملت ما في وُسعها لتجنّب الانكسارات ومعالجتها إن حصلت بسرعة فائقة وإتقان، وإهدار الانكسارات في الأنابيب هو إهدار عملاق «هايبر»، ولا يمكن تمريره مرور الكرام دون أن نهبّ جميعاً لاستنكاره والعمل على عدم تكراره.

ولأنّ المشكلة ما زالت مُستمرّة، ولأنّ الشركة تُغرِّم المواطن الذي تتسرّب المياه القليلة من خزّان بيته إلى الشارع بإهمالٍ منه أو خطأ أو نُسيان، رغم أنّه يدفع تكلفتها التي ارتفعت مؤخراً بشكلٍ كبير، فإنّني أدعو لتطبيق آلية لتغريم الشركة إن انكسرت أنابيبها وتأخّرت في معالجتها وأهدرت الكثير من المياه، فلعلّ الشركة تلتزم بعدم إهدار ثروة وطنية هي أغلى من الذهب، بل هي الروح والحياة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store