Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

ملتقى آداب (3): أثر العلوم الإنسانية في العلوم الأخرى

A A
تختتم اليوم الأربعاء 6/7/1440هـ فعاليات ملتقى آداب (3) الذي تنظمه كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز وموضوعه لهذا العام "أثر العلوم الإنسانية في العلوم الأخرى"، وقد افتتح الملتقى يوم الاثنين 4/7/1440هـ برعاية معالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي وحضور عدد من مسؤولي الجامعة وعمدائها وأساتذتها وأستاذاتها وطلابها وطالباتها إضافة إلى عدد كبير من شخصيات المجتمع العلمية والإعلامية، وقد شدهم جميعاً عمق موضوع الملتقى العلمي الذي يرمي في مجمل ما قدم فيه من أبحاث ودراسات إلى بيان الأثر الحقيقي الفاعل للعلوم التي طالما سميت نظرية Theoretical، أو إنسانية Humanities، على العلوم الأخرى التي سميت تطبيقية Applied، أو تجريبية Experimental، بل إن الأبحاث المقدمة للملتقى، أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن العلوم التي ما تزال تسمى إنسانية ونظرية باتت في مجملها علوماً تطبيقية تجريبية متداخلة مع علوم أخرى، أو أنها قائمة برأسها ضمن منظومة العلوم التطبيقية التجريبية في الدول المتقدمة، وأمثل لذلك بعلم اللسانيات ويسمى بالعربية أيضاً علم اللغة، أو علم اللغويات، وكلها ترجمة لمصطلح Linguistics، فهذا العلم أصبح يطلق عليه في كل الجامعات العربية Linguists Science، أي علم اللغويات التجريبي مثله في ذلك مثل علوم الفيزياء أو الكيمياء أو حتى الطب والتشريح، لاعتماده في الوقت الحاضر على التجارب التطبيقية التي تقوم عليها كشوفه. ولابد من الإشارة هنا إلى أن جميع أقسام كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الملك عبدالعزيز قد طورت برامجها التعليمية والبحثية في البكالوريوس والدراسات العليا خلال عقد مضى وفتحت مسارات عملية تطبيقية تختلف عن المسارات القديمة التي كانت تسمى مسارات إنسانية أو نظرية مثل علم المعلومات، وإدارة المعرفة ونظم المعلومات الجغرافية، والخدمة الاجتماعية والإرشاد النفسي وسوى ذلك كثير. وجاءت أبحاث أساتذة وأستاذات الكلية في هذا الملتقى المتميز لتؤصل لهذا التحول الكبير في المسارات العلمية للكلية، وظهر ذلك جلياً في عنوانات الأبحاث لهذا العام مثل: "العلاقة بين العلوم الإنسانية والعلوم التطبيقية": دراسات علم اللغة النفسي ولغة الطفل نموذجاً"، و"نحو استراتيجية فعالة لإدارة المعرفة في ضوء رؤية المملكة 2030"، و"دور الإعلام الرقمي في تعزيز استراتيجيات التنمية المستدامة"، وغيرها كثير.

وكما نرى في كل هذه العنوانات وسواها لا يوجد بحث واحد نظري بحت، بل جميعها أبحاث عملية تطبيقية تجريبية تمس حياة الإنسان المعاصر مباشرة، وليس هذا جانب التميز الوحيد في ملتقى آداب (3) لهذا العام، بل كان للقائمين عليه وفي مقدمتهم سعادة عميد الكلية الأستاذ الدكتور فيصل بالعمش لفتة غير مسبوقة للاحتفاء برمزٍ كبير من رموز الكلية، وأستاذ من أساتذتها الرواد هو الأستاذ الدكتور عاصم حمدان أستاذ الدراسات العليا في كلية اللغة العربية الذي تخرج على يديه المئات وربما الآلاف من طلاب وطالبات الجامعة عموماً، وقسم اللغة العربية خصوصاً، وهو أديب وناقد ومؤرخ ومفكر وفيلسوف عربي كبير، تزخر المكتبة الفكرية والنقدية والأدبية والتاريخية بمؤلفاته، التي عرضت أثناء الاحتفاء في حفل افتتاح الملتقى، وكان لسعادة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن رجا السلمي رئيس قسم اللغة العربية ومعه فريق من الأساتذة من تلاميذ الدكتور حمدان جهود واضحة في إعداد وتنسيق وإخراج فقرات هذا الاحتفاء غير العادي، الذي ضم ضمن فقراته فيلماً تسجيلياً عن حياة المحتفى به التعليمية والفكرية منذ نشأته في المدينة المنورة حتى تخرجه في بريطانيا والتحاقه بجامعة الملك عبدالعزيز عضو هيئة تدريس وملئه الساحة الفكرية بمؤلفاته وطروحاته المعتدلة المتزنة، رفيعة المستوى.

وفي كلمته أشاد معالي مدير الجامعة بنشاطات كلية الآداب، وأشار إلى أن الإفادة من نشاطها البحثي في السنوات الماضية تجاوز أسوار الجامعة إلى المجتمع كله وأكد أنها بذلك تتفوق على كليات علمية كثيرة منها الطب لمشاركتها الفاعلة في حل المشكلات الاجتماعية، كما أشاد عميد كلية الآداب بالدعم المستمر من مدير الجامعة للكلية، وقال إنها الزيارة السادسة له خلال عامين، وأن الحراك البحثي والعلمي ازداد بشكل ملحوظ فيها كما يشهد الجميع، وكان للدكتور عبدالله صادق دحلان كلمة ضافية تحدث فيها عن نتاج د. عاصم الذي يعرفه منذ خمسين عاماً، وصرح بتخصيص جائزة سنوية باسمه قيمتها خمسون ألف ريال.

وشكر د. عاصم في كلمته الجامعة والكلية على هذه اللفتة الطيبة، وتمنى لو أن معالي الدكتور غازي عبيد مدني صديق عمره كان حاضراً، كما شكر د. دحلان على مبادرته.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store