Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

إبادة الإنسان.. طبعاً المسلم!!

A A
لا يكفي أن تُدِين نيوزيلندا وأستراليا وأوروبّا العملية الإرهابية التي حصلت يوم الجمعة الماضية في مسجديْن بنيوزيلندا، واقترف فيها إرهابي أسترالي مجزرةً كُبْرى، وقتل خمسين مسلماً وجرح عشرين خلال صلاة الجمعة، وبثَّ إرهابه حياً على هواء الفيس بوك، مُستمِعاً لأغنية اسمها «إبادة الإنسان»، وطبعاً يقصد بها الإنسان المسلم!.

نعم لا يكفي، فالمطلوب من هذه الدول حماية المسلمين فيها كما تحمي مواطنيها، وكما تحمي الدول الإسلامية غير المسلمين في أراضيها الشاسعة!.

وهذا الإرهابي الأسترالي الذي لو تتبّعْنا شجرة عائلته لربّما وجدناه أحد أحفاد المجرمين الذين نفتهم أوروبا لأستراليا قبل قرون، كان قد كتب قبل اقتراف عمليته البشعة بياناً من ٧٤ صفحة يُثبِت فيه أنّه إرهابي كاره للإسلام بسبب هجرة ملايين المسلمين الذين وصفهم بالغُزاة إلى أرض أجداده أوروبا، وبعد اعتناق الكثير من الأوروبيين للإسلام اقتناعاً به، وهذا ليس ذنب الإسلام ولا ذنب المسلمين، وحرية الأديان تزعمها أوروبا من جهة وكثيرٌ من الأوروبيين يضمرون الشر للإسلام والمسلمين من جهة أخرى!.

وما يُميِّز الإرهابي الأسترالي عن غيره من كارهي الإسلام هو أنّه طبّق مبادئ الكراهية برشّاش أوتوماتيكي ولم يُخفِها في صدره، والله وحده أعلم كم من هؤلاء الكارهين قد أُعْجِبوا به ورضوا بفعلته، وبدأوا في التخطيط لعملية مشابهة!.

أعتقد أنّنا على أعتاب حقبة مليئة بالإرهاب الذي يهدف إلى تصفية الوجود الإسلامي من أصله بقتل المسلمين، بحجّة ظاهرة الإسلاموفوبيا، فهل بُعِثَت الحروب الصليبية من جديد؟.

وكثيراً ما زعم العالم المسيحي أنّ مناهج الدول الإسلامية الدراسية تحتضن خطاب الكراهية ضدّ الغير وطالب بتغييرها، فماذا يقول عن المبادئ التي ترعرع عليها هذا الإرهابي؟، لماذا إذن لا يُغيّرها وهو العالم المُتحضّر؟ وهناك ملايين إضافةً للإرهابي الأسترالي قد تشبّعوا بها، وهم الآن خلايا إرهابية نائمة تُوشك أن تستيقظ، والهدف بالطبع هو الإسلام والمسلمون!.

وكما هبّت الدول الإسلامية مع العالم المسيحي لتحجيم إرهاب داعش والقاعدة المحسوبيْن زوراً وبهتاناً على الإسلام، فأتمنّى أن يهبّ العالم المسيحي معها لتحجيم الإرهاب المختبئ تحت إبطيْه، فالعالم هو قرية كونية صغيرة، ولا يجوز اختزال الإرهاب في المسلمين، وهناك غيرهم من أصحاب الشعر الأشقر والبشرة البيضاء والعيون الزرقاء متمرّسون في الإرهاب وأعلى كعْباً!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store