Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

القتل لا يحدث فجأة!!

A A
• القتل الجماعي لا يحدث فجأة.. ثمة سلسلة طويلة من عمليات (الأدلجة) و(التكريه) و(التعصيب) و (التحريض) التي تحدث قبل الوصول لمرحلة القتل!.. ومع إيماني الكامل بخطورة وبشاعة كل مرحلة من هذه المراحل، إلا أن مرحلة (الكراهية) أو (التكريه) هي أصعب حلقات هذه السلسلة وأخطرها فعلاً.. لأنها باختصار نقطة اللاعودة.. النقطة التي يمتهن فيها (الكاره) أرواح الآخرين ودماءهم، وينظر لقتلهم كنوع من الواجب الذي يجب أن يكافأ عليه!.. وهذا لا يحدث في الغالب إلا بعد ضخ جرعات كبيرة من محلول (الكراعنصرية) في أوردة وشرايين عقله الضيّق.

• الحادث الوحشي في مسجدي نيوزيلندا هو نتيجة متوقعة لأعمال (كراهية) لا تُخطئها الأعين، قامت بها تيارات وأحزاب ومنظمات عنصرية لا تكل ولا تمل من بث الكراهية ضد المسلمين تحديداً.. يساعدهم في هذا إعلام نشط جداً، يُحرِّض منذ سنوات وبشكلٍ علني وغير إنساني على كل ما هو إسلامي، يكذب ويزيف الحقائق ليملأ القلوب أحقاداً وكراهية ضد المسلمين. وكم كان البيان السعودي شجاعاً وجريئاً؛ حين سمّى الأشياء بأسمائها، وكشف بكل صراحة بعض محاضن ومصادر تلك الكراهية والشحن الطائفي المستمر ضد المسلمين في أوروبا والعالم. وهو بيان يجب أن يكون منهجاً ونقطة انطلاق نحو عمل دؤوب وجاد من كل المنظمات الإسلامية، والمؤسسات الإعلامية نحو كشف هذه المنظمات أمام العالم، وتبيان عنصريتها وكراهيتها لكل ما هو إسلامي.

• القول بأن الإرهاب لا دين له ولا وطن، هو قول صحيح بكل تأكيد.. لكنها مقولة دفاعية؛ لم تعد تتناسب مع حجم ما يتعرَّض له المسلمون في كل بقاع الأرض من هجمات كراهية مفضية للقتل.. والتعاطف الإنساني الجميل الذي أبداه العالم مع صور الضحايا الأبرياء هو أمر رائع ومقدَّر بالتأكيد، لكنه يجب أن لا يحملنا على التوقف عن كشف مكائن العنصرية البغيضة التي تسبَّبت في حادث نيوزيلندا، والتي لا تكاد تتوقف عن إنتاج مثل هذا المجرم.

• ١٧ دقيقة من النقل المباشر على (الفيس بوك) لمجزرة عنصرية، تتم على طريقة الألعاب الإلكترونية في زوايا التصوير وفي تغيير الأسلحة؛ تضع هذه المنصات الإلكترونية، بل وتضع العالم كله أمام ضميره وأمام واجباته الإنسانية من أجل عمل المزيد والمزيد لوقف هذا الجنون، ووقف كل من له يد في تقديم المسلم كإرهابي لا حرج في قتله!

• إعلامنا العربي مطالب بالضغط على كل المؤسسات الدولية للتعامل مع الأحزاب العنصرية والفاشية المتطرفة بنفس الحزم والشدّة التي تتعامل فيها مع التطرف الإسلامي.. فجميعهم يُحرِّض على بث الكراهية والفرقة بين الأمم والشعوب، ويُشكِّل خطراً داهماً على الاستقرار والسلم في العالم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store