Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

الرداحون العرب؟!

A A
تعتبر شركة المقاولون العرب المصرية من أشهر شركات المقاولات العربية، ويكفي أن تذكر اسم مؤسسها المهندس عثمان أحمد عثمان، ليبرز لك اسم شركته العملاقة. وإذا كان كاتب فيلم عادل إمام (مرجان أحمد مرجان) قد عمد إلى الاستفادة من قافية (عثمان أحمد عثمان) فوضع على نفس القافية (مرجان أحمد مرجان) ليبين أنه رجل أعمال كبير، فأسمح لنفسي باستغلال اسم شركته العملاقة (المقاولون العرب)، لأبين ظاهرة خرجت في الخمسينيات في الإعلام العربي، ونمت وكبرت اليوم بشكل عظيم، لا يكتفي أصحابها بالادعاء بالأمجاد والانتصارات، بل ويستعملون حدة اللسان وقُبح الألفاظ لإثبات كلامهم،وإسكات خصومهم!

****

هذه الظاهرة يُطلق عليها اليوم «الحقائق البديلة» Alternative facts، وهو مصطلح ابتكرته كيليان كونواي Kellyanne Conway مستشارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتقديم معلومات مضللة وأكاذيب، باعتبارها «وقائع» من نوع آخر. لكن تمتاز النسخة العربية من هذه الظاهرة باستعمال بعض الإعلاميين العرب لما يمكن أن أسميه «سلاح الردح»، وهو بالطبع غير «سلاح الردع». فبينما الأخير يعتمد على امتلاك القوة العسكرية المتطورة، فإن سلاح الردح يعتمد على امتلاك الصوت العالي والكلمات النابية التي لا يستطيع أن يجاريهم فيها حتى سفهاء المواخير، لإخراس أصحاب الرأي الآخر، لا لأنهم غير قادرين على الرد، ولكن لأنهم يعفون عن الرد!

****

لا عجب إذاً أن تنام أمتنا العربية، كما قال المفكر السعودي عبدالله القصيمي، على أمجادها وتراثها، متناسية أنه لا بد لها من صحوة فكرية، تنال عقول أفرادها وهممهم وتجعلهم في عداد الأمم المتطورة التي تبحث في المستقبليات وذلك بما يتعلق بالبشرية عموماً وبذاتها خصوصاً في نهضة علمية ثقافية تشمل جميع وجوه الحياة.

#نافذة:

«أيها الكذب البليد، أيها النفاق الفضاح المفضوح، أيها الغباء الجاهل، أيها الجهل الغبي، أيها الصهيل العقيم البذيء، أيها السقوط، أيها العار الفكري والنفسي والأخلاقي والفني والتعبيري.. إن كل المجد والسلطان لك».

عبدالله القصيمي - «العرب ظاهرة صوتية»

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store