Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

معرض كتاب الرياض.. بوابة المستقبل!

A A
بغض النظر عن التمييز الذي انتهجته وكالة الشؤون الثقافية في وزارة الإعلام في معرض كتاب الرياض هذا العام، مع المثقفين والمبدعين، أعضاء الجمعيات العمومية في الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون، من إنزال درجة الإركاب إلى الضيافة، بينما منحت مدعويها « أي الذين وجهت إليهم الدعوة من خارج تلك المؤسسات الثقافية والأدبية « ميزة الإركاب على درجة الأعمال، والاستضافة في فندق مختلف وربما أعلى نجوماً، وهو ما يؤسف له حقاً، إلا أن نجاحها في تنظيم معرض كتاب الرياض هذا العام يستحق الشكر والتقدير، ويستحق أن يشعر المثقف بالبهجة وهو يعيش تلك الأجواء الاستثنائية، في حضرة الكتاب!

معرض كتاب الرياض، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، في الفترة من 6- 16 رجب 1440هـ « 13-23 مارس 2019م» تحت شعار: « الكتاب بوابة المستقبل»، استطاع القائمون عليه ترسيخ فكرة؛ أن الثقافة هي الطريق للتقدم وازدهار الأوطان، ليس شعاراً، بل إصراراً على تطوير وتحديث آليات التعامل مع الكتاب من جهة ومع موارد الثقافة الأخرى كالندوات والعروض المسرحية والسينمائية وتيسير عملية اقتناء الكتب والوصول إلى دور النشر إلكترونياً، مع أن العنوان يمثل الفكرة المنطقية لهذا العمل العظيم الذي استطاع خلال عمره القصير أن يحجز له مكانة دولية وعربية وإقليمية حيث إنه أكثر المعارض مبيعاً وبلغ عدد زوار المعرض مليون زائر، ربما هذا العدد سنوياً وربما يزداد، رغم الشكوى من الانصراف عن الكتاب لكن إقبال السعوديين على الكتاب تؤكده دور النشر المشاركة التي بلغت أكثر من 913 دار نشر عربية وعالمية من 30 دولة، بينما بلغ عدد العارضين والمشاركين 1750.

معرض كتاب الرياض يمثل حالة خاصة وزخماً معرفياً استثنائياً في هذا العصر الذي جاءنا فيه النذير بانتهاء زمن الكتاب، وأنه طليعة عصر اندثار الطباعة ودور النشر، لأنه عصر التحول الرقمي، وتقنيات التواصل الالكتروني، والكتاب الالكتروني، لكنك تفاجأ في معرض كتاب الرياض بدفقة أمل جديدة تصمت النذير وتشرع نوافذها لفجر مستقبل جيل ينهل من ثقافة الكتاب الورقي،

لا تخطىء عيناك وأنت تشاهد الطفل والشاب، وكل الفئات والجنسيات وأشكال وألوان البشر تتجول بنشوة فرح بين دور النشر، وتهرع لمنصات توقيع الكتب، وحضور الندوات والفعاليات الثقافية، كل هذا مؤشر على أن الدول تصنع مستقبل الأجيال. كنت في معرض كتاب بيروت ديسمبر 2018م، أتجول حزينة وأنا أشاهد الممرات شبه فارغة، وظننت أن الكتاب فقد زخم حضوره، لكن حزني تبدد وأنا أرى الازدحام في معرض كتاب الرياض، استطاع القائمون على معرض كتاب الرياض منذ تولته وزارة الثقافة والإعلام 2007م، تحويله إلى تظاهرة ثقافية كبرى، من خلال إقامة العديد من الفعاليات لجذب أكبر عدد من الجمهور المتذوق للثقافة والفن، كما أحدثت جائزة الكتاب السنوية حراكاً ثقافياً مختلفاً وأصبحت محط أنظار الكتاب والباحثين والمبدعين لما تمثله الجائزة من قيمة معنوية ومادية كبيرة تحقق التميز والانتشار لمن يحالفه الحظ ويحظى بالحصول عليها، أيضاً التكريم من خلال تسليط الضوء على السيرة الثقافية والابداعية لشخصية ثقافية وأدبية اعتبارية كالدكتور غازي القصيبي رحمة الله عليه شخصية هذا العام في معرض كتاب الرياض.

معرض كتاب الرياض يغري بالحضور، وشد الرحال، لأنك تلتقي بالكتاب والكتَّاب والأدباء والمسؤولين وعندما تتوجه إلى المعرض لاقتناء كتاب، تجد نفسك منساقاً للتجول بين المكتبات ودور النشر تتصفح، تنتقي، وتقتني، بمتعة مختلفة تحرضك على معاودة الكرة مرة بعد مرة لأنك لمست وتلامست بصرياً وسمعياً وعقلياً ونفسياً مع هذه السلعة الثمينة « الكتاب « ثم تنساق لحضور الفعاليات الثقافية والندوات المصاحبة والمجاورة لمعرض الكتاب، انسقت أيضاً للتجول في جناح الأطفال جذبتني ألعاب التفكير اقتنيت منها عدداً لأصغر أحفادي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store