Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. ياسين عبدالرحمن الجفري

المواسم.. والظروف الاقتصادية

A A
نستبشر ونتفاءل بقدوم المواسم، وننتظر حدوثها حتى نُحقِّق الفائدة منها. ولكن التغيُّرات الاقتصادية عادةً ما تكون لها الكلمة الفصل في عواطفنا ودرجة الاستفادة من المواسم. فإنفاق الفرد يتناسب طرديًا مع الوضع الاقتصادي أكثر من الموسم الذي يحل علينا. ولاشك أن الأوضاع الاقتصادية العالمية هي الأخرى لها أثرها على الفرد من خارج الدولة.

الآن نحن نمر بمواسم مهمة لنا في السعودية، بدءًا من الرجبية، وانتهاءً بشوال، ومن ثم موسم الحج، الذي عادةً ما يرتفع فيه الإنفاق المحلي داخليًا، والإنفاق من الأفراد الخارجيين. ويشهد الموسم حشدًا، ويمارس أيضًا من قِبَل الأفراد موسميًا؛ ليُحقِّق لهم الدخل الإضافي الذي يعتمد عليه باقي العام.

عادةً ما يُؤثِّر على الموسم اتجاهات الأوضاع الاقتصادية المحلية والعالمية، ولكن خلال السنتين "الماضية والحالية"؛ نجد أن هناك مُتغيِّر إضافي ناجم من الرسوم والإجراءات والنظم، سيُؤثِّر على المستهلك الداخلي والخارجي (لاشك أن هناك هدف إيجابي تنظيمي؛ له علاقة لتسعير وتطبيق الخدمات، وليس الهدف هو تقييم التوجُّه)، ولكن الزاوية الاقتصادية هي ما تهمنا ها هنا. ومع الأوضاع الاقتصادية السائدة نجد أن تأثيرها مضاعف وسلبي بفعل متغيِّرين سلبيِّين حدثا في وقتٍ واحد.. ولعل المشكلة تكمن في أن هذا التوجُّه فُرِض لدواعي اقتصادية، والاحتياج لتعديل أساسي من قِبَل الدولة. ويبدو أن دخول المواسم هذه السنة لن يُحقِّق المأمول للقطاعات الاقتصادية المنتفعة منها، بل سيكون تأثيرها سلبي، وربما نشهد تراجعًا في الإيرادات لهذه القطاعات.

من المعروف أن تطبيق الرسوم والأنظمة والقوانين يحتاج من المشرِّع إعادة نظر، بهدف تعظيم النفع والفائدة لكل الأطراف. فبالنسبة للمجتمع يمكن النظر في تعديل الرسوم، والنظر إلى حجم التأثير الإيجابي. وفِي نفس الوقت يُنظَر لدخل الدولة من الرسوم ومن الضرائب.. وغيرها من مصادر الدخل، وبالتالي قد تكون المحصلة إيجابية، وربما أفضل من الوضع القائم، وبالتالي تكون النتيجة إجمالًا من المجتمع والدولة إيجابية بنسبة أفضل لكافة الأطراف. ومما لاشك فيه أن تقييم السياسات والإجراءات والرسوم إيجابي ومطلوب دومًا من قِبَل واضعي السياسة الاقتصادية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store