Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

جمعية أعمال: نظرة خيرية جديدة!

A A
* تدريب الشباب وتأهيلهم، فضلاً عن توظيفهم، هو جزء مهم جداً من العمل الخيري، ومن المسؤولية الاجتماعية، سواء للشركات والقطاع الخاص، أو للقطاع الثالث غير الربحي.. ليس في بلادنا فحسب، بل في معظم دول العالم، ويمكن قياس نجاح أي حكومة حول العالم بمقدار ما تُقدِّم من تلك الخدمات لمواطنيها، سواء عن طريق مشاريعها الخاصة أو من خلال تحريك القطاع الخاص أو الخيري.. والملاحظ أن الجمعيات الخيرية في بلادنا التي تتجاوز الـ500 جمعية، والمستغرقة في تقديم المال والطعام، مازال معظمها بعيداً كل البعد عن المساهمة في قطاع التدريب والتوظيف الحقيقي.. وتكفيك نظرة سريعة لكمية الطعام المهدر في شهر رمضان لتتساءل: ماذا لو قننت هذه الأموال ووجهت لإيجاد وظائف للشباب تحميهم من الانزلاق في مخاطر التطرف والمخدرات؟!.. هل سيكون هذا أقل أجراً ومثوبة عند الله؟!.

* «خير الناس أنفعهم للناس»، وهذه الخيرية تدوم بدوام العمل الذي يقدم (السنارة) للمواطن ليصطاد سمكته بنفسه، لا أن ينتظر أعطيات الآخرين!. وبلادنا تتميز بوفرة لافتة في الفرص التي قد تكون مصادر دخل تنقل بعض الشرائح المجتمعية من دوائر البطالة والعوز إلى دوائر الإنتاج والعمل والاكتفاء الذاتي، بشرط أن تجد التدريب والتوجيه والمساندة.. وإذا كنا قد أشدنا في مقالاتٍ سابقة ببعض الجمعيات الخيرية الأمريكية التي نجحت في تأهيل الفقراء والعاطلين ومدمني المخدرات، وتحويلهم إلى منتجين، فلابد بالمقابل من الإشادة بجمعية (أعمال) السعودية الناشئة التي تسير في نفس الاتجاه التنموي والإنساني، فالجمعية التي زوّدتني مشكورة ببعض أعمالها ومشاريعها وأهدافها تهدف إلى تمكين الشباب العاطلين من الالتحاق بركب التنمية المستدامة عبر تدريبهم واستثمار طاقاتهم، ودعم مشاريعهم متناهية الصغر والصغيرة، وصولاً للإسهام الفعَّال في التنمية وتحقيق الرفاه الاجتماعي.

* من أهم برامج الجمعية التي تستهدف بشكل رئيس الأرامل والأيتام والمطلقات وذوي الاحتياجات الخاصة ومستفيدي الضمان الاجتماعي (برنامج إجادة)، وهو برنامج تدريب منتهٍ بالتوظيف وربما التمويل بقروض دون فوائد.. وكذلك (برنامج صيانة الجوالات) و(برنامج الزي الموحَّد)، وهو معمل لصناعة أزياء المدارس وشركات النظافة، و(برنامج حاضنة أعمال) لرعاية الأطفال والعديد من البرامج الأخرى، مثل برامج التجميل والأكشاك، وعربات الطعام والتصوير التي تستهدف نقل المستفيدين إلى حالة أفضل، وإركابهم في قطار التنمية.

* العمل الخيري جميل كله.. لكن إذا آمنا بأن قيمة الأشياء تكمن في مدى الحاجة إليها، فمع تعاظم نسب البطالة تصبح الحاجة ملحة لزيادة مشاريع وبرامج التدريب والتوظيف والإقراض الخيرية، وتوسّعها من أجل خلق أساليب جديدة لتقليص البطالة ومحاربة الفقر وإتاحة الفرص لجميع أفراد الأسرة للمشاركة في سوق العمل؛ ومسايرة التنمية الشاملة.

* نحن بحاجة لنظرةٍ خيرية جديدة تُقدِّم الحاجات الإنسانية على كل ما عداها.. فالتحدي الأكبر للعمل الخيري بات هو: كيف نساعد الناس ليستقلوا بأنفسهم.. لا أن يبقوا بحاجة دائمة لنا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store