Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حليمة مظفر

هروب «تميم» والذي على رأسه بطحا!

A A
في القمة العربية المنعقدة في تونس منذ أيام؛ ما إن وصل الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط في كلمته إلى المليشيات الإرهابية ودعمها وما سبق ذلك من إشارة إلى التدخل التركي والإيراني إقليميًا في الدول العربية لأهداف وأطماع إمبراطورية وتوسعية حتى رأينا أمير قطر «تميم» يحمل بشته ويخرج مهمشًا هاربًا من قمة العرب، دون أي تصريح رسمي حول هذا الخروج المفاجئ والتصرف الذي يمكن وصفه بـ«الصبيانية» من قمة «الكبار» أو حتى تعليق أو تبرير أو تحليل يذيعه «مرتزقة» الريال القطري في قناة الجزيرة والصحف الإلكترونية التي تمتلكها مؤسسة قطر، وإن نشرت بعض وسائل الإعلام المحسوبة على قطر تبريرًا خجولاً وصبيانيًا بأن خروج أمير قطر كان أمرًا مرتبًا له مع تونس قبل وصول «تميم» وذلك بعد كلمة الرئيس التونسي وأمين عام جامعة الدول العربية؛ إلا أن ذلك ينفيه قطعيًا تصرف «تميم» المفاجئ، حيث خرج أثناء إلقاء كلمة أبو الغيط التي لم ينتهِ منها بعد، ولكن كما يقول المثل «اللي على راسه بطحا يحسس عليها».

فتميم في قمة العرب إلى جانب إحساسه بالتهميش والنبذ العربي له نتيجة دعمه ونظام الحمدين للخراب والتفكك السياسي والمليشيات والإرهاب في بعض الدول العربية وعلاقته الداعمة للصهيونية وحلفائه إيران وتركيا بعد أن انكشف المستور وخرجت الفضائح، كل ذلك جعله لا يتحمل أي نقد موجه للمليشيات الإرهابية وحلفائه لأنه جزء رئيس منه وتابع له.

لقد كان القادة العرب جميعهم في هذه القمة بالذات أكثر وضوحًا ووصولاً إلى أهدافهم في الملفات السياسية التي تخدم مصالح الشعوب العربية ودولها؛ وعلى قلب واحد خاصة أهم قضيتين تعتبران من أولويات الدولة السعودية وتحدث بموقف صريح فيها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله لنا؛ وتتمثل في القضية الفلسطينية التي تعتبر أولوية سعودية في القضايا العربية حتى يحصل الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه؛ والقضية الثانية تتمثل في رفض السعودية اعتبار الجولان أرضًا إسرائيلية بل عربية وستبقى كذلك؛ هذا بجانب أن السعودية معروفة بمواقفها الثابتة تجاه الأمة العربية والإسلامية وتؤكد عبر مواقفها على حفظ السلام والأمن العربي ودعم التطور وعجلة التنمية وتعزيز المصالح العربية المشتركة في الدول العربية وهي صديقة للجميع في تعزيز كل ذلك.

وبالتأكيد كل هذا يتعارض مع أهداف «قطر» التخريبية في الدول العربية، فشعور نظام الحمدين بالضآلة الجغرافية عزز لديهم الشعور بقزميتهم السياسية؛ مما جعلهم يلتفون في علاقاتهم العربية بعلاقات وتحالفات تركية إيرانية تدعم مصالح عدائية ومشبوهة بجانب التورط في دعم المليشيات الإرهابية، فكان طبيعيًا أن يحمل «تميم» بشته ويخرج ذليلاً من قمة «العرب» بعد أن باتت مؤامرات «نظام الحمدين» معلومة للجميع من تلوثهم بالخيانة والدناءة، فأي وجه سيلقى به «تميم» قادة العرب وهو يلقي كلمة لهم تتعارض مع ما اتفقوا عليه؛ فكان الهروب أفضل حل له.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store