Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

مبادئك أهم من أصدقائك!!

A A
• في زمن تغوُّل المال وسطوته.. يكون الخوف على منظومة القيم والمبادئ الإنسانية أكبر من أي خوف آخر.. تلك المُثل العليا والنوازع الخيرة التي فطر الله الإنسان عليها، ودعمتها الأديان السماوية، وساهمت التجربة الإنسانية الطويلة في ترسيخها وتقنينها من أجل إعمار هذا الكون والرقي به. المبادئ والقيم النبيلة هي مصدر القوة الأول للإنسانية، والأقوياء حقاً هم أولئك الذين يعملون ويتعاملون معها بصدق.. فعندما يقول عز وجل بشأن موسى عليه السلام: «إن خير من استأجرت القوي الأمين»، فهذا دليل واضح على أن الأقوياء والأمناء هم أصحاب المبادئ، وأولو العزم من الشرفاء الذين تنصلح بهم الأمم، وتنتشر بتعاملاتهم الفضيلة، ويكتب الله بجهودهم الخير.

• في تقاطعات الحياة وصداماتها المستمرة قد تتغيَّر بعض مفاهيمنا، قناعاتنا، اهتماماتنا.. هذا أمر وارد، وهو دليل نضج وتفاعل إنساني لا يبعث على قلق طالما بقيت مبادئنا، أخلاقنا، نزاهتنا، إنسانيتنا ثابتة لا تتغيَّر. في أسواق الحياة تُختبر مبادئنا كل يوم، وفي كل يوم أيضاً يسير الناس على مذهبين لا ثالث لهما: فإما (صامد) مستعد للتضحية بكل شيء من أجل قيمه ومبادئه.. وإما (بائع) بثمنٍ بخس، هو بخس بالفعل مهما ارتفع، فلا حياة بلا كرامة، ولا كرامة دون مبادئ.

• المبادئ ليست شيئاً ميتاً يرقد في بطون الكتب كما قد يعتقد البعض، بل هي كائنات حية؛ إما أن تسكن روحك فتضيئها من الداخل ينعكس نورها ليضيء كل دروبك، أو أن تخرج منها للأبد!. وعندما نتحدث عن التعايش فلا بأس أن تسبح مع التيار، لكن عندما يصل الحديث إلى البيع فعليك أن تقف كالجبال.. فالعلاقة بين المبادئ والقيم علاقة أبدية، وعندما تتساهل في التنازل تتحوَّل لشعاراتٍ جوفاء، تقابلها ممارسات تناقضها، حينها نكون قد وصلنا إلى مرحلة النفاق الأخلاقي، وهي مرحلة يُحارب فيها الشرفاء لأنهم يُشكِّلون تهديداً محتملاً للسادة البائعين ونخَّاسي الأخلاق!.

• ‏مبادئك هي ذاتك وهويتك.. إنها أهم أصدقائك، بل إنها أهم من أصدقائك..غيِّرهم -إن تطلَّب الأمر- ولا تغيِّرها.. فمَن يسهل عليه بيع نفسه لن يصعب عليه بيعك.. ‏اصمد إن كنت على يقين بأنك تفعل الصواب، لا تستسلم لما يدور حولك من قبحٍ وزيف وبيع وشراء وماراثونات طويلة في التزلُّف والتسلُّق والنفاق والخنوع.. لا تُخالف مبادئك لتوافقهم،لا تتلوّن بألوانهم، ولا تُبدِّل كلماتك لتعجبهم.. أنت مختلف ببصمتك وبترفعك، باحترامك لنفسك، وستشعر بهذا الاختلاف كلما نظرت لصورتك في المرآة.

• يقولون إن ‏الوقوف على قدميك يمنحك مساحة صغيرة في هذا العالم.. لكن الوقوف على مبادئك يمنحك العالم كله.. هل تتفق معهم في هذا؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store