سلطان الإنسان والمسؤول

عندما تستعرض الذاكرة إنجازاتنا الرياضية خاصة الكروية فلابد أن يكون للأمير سلطان بن فهد حضوره المشرّف في تلك الإنجازات.

أول حضور مشارك للأمير سلطان بن فهد كان في نهائيات كأس العالم بأمريكا التي تأهل فيها المنتخب السعودي إلى الدور الثاني بعد أن قدم مستوى أثار إعجاب العالم، وبعد العودة من أمريكا كان لي حديث مع فقيدنا الكبير فيصل بن فهد -يرحمه الله- عن المنتخب، وأذكر عبارة قالها لن تغادر الذاكرة (سلطان وجه السعد على الرياضة السعودية).

ترأس الأمير سلطان أكثر من بعثة للمنتخب السعودي وكان رجل قيادة ومسؤولية، كان أول من يحضر تدريبات اللاعبين والاجتماع مع الأجهزة الفنية، كما أنه كان حازماً وجاداً مع المتهاون.

كثيرة هي الإنجازات التي تحققت مع الأمير سلطان بن فهد، كانت أكثرها تحديًا لي كأس الخليج في أبوظبي.. كانت بالنسبة لي إمّا أن نكون أو لا نكون، لأنها البطولة الوحيدة المتعنّدة معنا، حققنا كؤوس آسيا والعرب وتأهلنا لكأس العالم إلاّ هذه.

التحدي في هذه البطولة كان أكبر لأن كل منتخبات الخليج كان تركيزها على المنتخب السعودي، وكان دعم الإعلام الإماراتي ورجال الأعمال قويًا لرغبتهم في تحقيق البطولة، كونها تقام على أرضهم.

الحقيقة أننا جميعا كنا تحت ضغط رغم أن منتخبنا كان مطمئناً، لكن البطولة كانت عصية لمرحلة أننا كنا نعتبرها عقدة!! وكان الأمير سلطان بن فهد أكثرنا هدوءا وتفاؤلا، وهي صفة يتميز بها سموه.

سألت الأمير بعد اجتماعه باللاعبين في مقرهم ليلة أول مباراة.. كيف إحساس سموكم؟ بابتسامة التفاؤل قال: فائزين بإذن الله.. وكان جواب سموه الدائم لسؤال لابد أن نكرره عليه قبل كل مباراة.

ليلة البطولة كانت مختلفة كثيرة، فالنهائي أمام منتخب الإمارات وتحشيد إعلامي وجماهيري ودعوم متعددة من كل الجهات، الجميع قلق حتى الجمهور السعودي الذي حضر خصيصاً للمباراة.

حضرتُ اجتماع الأمير سلطان مع اللاعبين ليلة المباراة، كانت كل كلماته تحفيزا مدعوما بثقة أن الكأس سعودية.. وعند مغادرته مقر اللاعبين حرصت على سؤاله عن المباراة.. قال نحن نعمل لأجلها وإن شاء الله غدًا نأخذ الكأس.

هذه الكأس التي تتعند معنا في ١١ مرة، هل ستأتي؟! فعلاً.. جاءت أمام حضور جماهيري لم يشهده ملعب زايد قبل ذلك ولا بعده.

بعد المباراة توجهت مع الزملاء لتهنئة سموه وكنا سعداء لأن المنتخبات التي شاركت في الدورة كانت في أفضل حالاتها، لأنها كانت تستعد أيضاً لتصفيات كأس العالم، قلت لسموه أخيرًا جاءت البطولة العنيدة.. رد هذا من فضل الله وسنحقق غيرها إن شاء الله.

هذا نموذج مختصر لمعايشة واقعية مع الأمير سلطان في مناسبة كانت بالنسبة لنا جميعاً هي الأهم بعد بطولة آسيا والوصول إلى نهائيات كأس العالم.