Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. ياسين عبدالرحمن الجفري

بين النظام ومطبِّقيه

A A
هل وجود نظام؛ كافٍ لنُحقِّق السبق والاستمرارية والنجاح، أم أن هناك أبعاداً إضافية مُؤثِّرة تُساهم في إتاحة الفرصة للنجاح؟!.

يستشهد الكثيرون بمقولة "فورد"، صاحب مصانع السيارات، والتي تقول: أأخذتم كل شيء مِنَّا، وتركتم لنا النظام system، فسوف نعود مرة أخرى خلال ربع قرن. لا شك أن النظام والتنظيم والاستراتيجية؛ أبعادٌ مهمة وحيوية؛ تساهم في النجاح وتذليل الصعاب. ولكن أهم من النظام والتنظيم والاستراتيجية؛ هو القيادة والتطبيق، والتي بدونها لا يمكن أن يُطبّق النظام والمحتوى.

تجد كثيراً من الأعمال الناجحة؛ والتي تسير بخطواتٍ واثقة، ولكن بمجرَّد تغيُّر الأشخاص والإدارة، نجد الانحراف والخروج من الدائرة. لذلك نسأل: هل المهم التنظيم وحده أو القيادة وحدها لتحقيق النجاح، والإجابة: نحن في حاجة إلى توفُّر الجانبين معاً، حتى نستطيع تحقيق النجاح والاستمرار فيه.

لاشك أن رأس المال البشري أو الموارد البشرية، عنصر هام وحيوي لتحقيق النجاح، وسبب فيه، وكلما كانت القدرات المتوفرة جيّدة، كلما كانت أكثر قدرة على تحقيق الهدف والوصول إلى الوجهة الصحيحة بسهولة. والقدرات لاشك متنوعة ومتعددة، ولا تستند على ركنٍ أو بُعدٍ واحد، بل على أبعاد عديدة شخصية ومعرفية، لذلك تكون أكثر قدرة على قيادة المنظمة في الاتجاه الصحيح. فالنظام مهم وأساسي، ولكن دون قيادة ورأس مال بشري نجده يفتقد أهم ركن فيه. لذلك تهتم الدول والمنظمات وتستند على رأس المال البشري في تحقيق النجاح وبناء النظام، لأن الاثنين توأمان لا يفترقان.

ولو نظرنا إلى الواقع، لوجدنا عدداً كبيراً من المنظمات والجهات التي تُحقِّق النجاح في ظل قيادة محددة، وبعد تغيُّرها نجدها تنحرف في الاتجاه السلبي، وتبتعد عن تحقيق الهدف المرجو، بالرغم من أن النظام قائم ومُطبَّق. ونفس الشيء نجد أن منظمات وجهات كانت في وضعٍ محرج، ولكن مع تغيُّر الإدارة والقيادة نجدها تحرص على تطوير وتطبيق النظام، ومن ثم السير في طريق النجاح. لذلك نُدرك أنَّ مَن يبحث عن النظام والتنظيم والاستراتيجية هي القيادة الإدارية، والموارد البشرية، وليس العكس، مما يسهل البناء وتحقيق النجاح من خلال اختيار الأشخاص للبناء، وتحقيق الاستدامة للمنظمات أو الجهات.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store