Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

الحملة العرفجية.. لمكافحة الأخبار السلبية

الحبر الأصفر

A A
أَظهَرَت وَسَائِل التَّوَاصُل بَعض الأَشيَاء الجَميلَة، وفِي المُقَابِل، أَظهَرَت –أَيضاً- كَثيراً مِن المُمَارسَات الخَاطِئَة والسيِّئَة، ولَن أُعدِّد الجَيِّد، وبالتَّأكيد لَن أَستَطيع رَصْد المُمَارَسَات الخَاطِئَة، لِذَلك سأُركِّز عَلَى سَلبيَّة وَاحِدَة أُعَانِي مِنهَا، وقَد تَحدَّثتُ عَنهَا فِي السنَاب شَات، فطَلَبَت منِّي «الأسرة السنابية»؛ أن أُكثِّف الحَديث عَن هَذه الظَّاهِرَة، وأَعنِي بِهَا «الحِرص والتَّلهُّف؛ لنَشر الأَخبَار السيِّئَة، والمَوَاد السَّلبيَّة»..!

أُدرك تَمَاماً عِبَارة إخوَتنَا فِي إنجلتِرَا القَائِلَة: (الأَخبَار السيِّئَة لَهَا أَجنِحَة)، بمَعنَى أَنَّها تَطير بسُرعة، وأُدرِك –أَيضاً- أَنَّ أَهلَنَا فِي نَجد يَقُولُون: «خَبَر الشَّرِّ فِيهِ بَركَة»، ولَكن هَذا لَا يُبرِّر قَصف جوَّالاتنَا؛ بالأخبَار السيِّئَة، وخَاصَّة حِينَ تَفتَح جَوَّالك فِي الصَّبَاح، فتُمطرك الرَّسَائِل، بأَخبَارِ القَتل، والأمطَار والفَيضَانَات، وأَنتَ لَا تَملك أَي شَيء لتَغيير الوَاقِع..!

إنَّني أَتعجَّب مِن أُولِئَكَ الذين يَحرصُون؛ ويَتهَافَتُون عَلَى نَشْر وإرسَال الأَخبَار السيِّئَة، ولَكن بَعد بَحثٍ طَويل، ودِرَاسَة عَميقَة لنَفسيَّات هَؤلاء المُرسِلِين، وَجَدتُ أَنَّ لَديهم طَاقَات سَلبيَّة عَاليَة، تُزعجهم وتُتعبهم، ولَا يُسكِّن هَذه السَّلبيَّات، ولَا يُخفِّف مِن آلَامهَا؛ إلَّا نَشْر كُلّ سَيئ وكُلّ سَلبي، وقَد انتبَه إلَى ذَلك شَيخنا الحَكيم «إيسوب»؛ حِينَ قَال: (التَّعيس يَجد الرَّاحَة فِي مَصَائِب الآخَرين)..!

ومِن قَبله قَالَت العَرَب: (المُصيبَة إذَا عَمَّت خَفَّت)، ومِن قَبلهمَا كَانَت الخَنسَاء تَبكي عَلى أَخيها صَخراً، ولَكن حِينَ رَأَت أَنَّ كُلّ مَن حَولهَا يَبكِي قَتلَاه، خَفَّت مُصيبتهَا، وتَرَاجَعَت عَن قَتلِ نَفسهَا، وفِي ذَلك تَقول:

ولَولَا كَثرةُ البَاكين حَولِي

عَلَى إِخوَانِهم، لقَتَلْتُ نَفْسِي!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: أَيُّهَا النَّاس، هَذا كَرتٌ أَصفَر لكُلِّ مَن يُرسِل لِي أَخبَاراً سيِّئَة، أَو مَواد سَلبيَّة، ومَن يُرسل بَعد الآن، فليَتحمَّل الكَرت الأَحمَر، مِن غَير الرّجُوع إلَى تَقنية «الفَار»، وأَرجُوكم أَنْ تُرسلوا لِي الأَخبَار السَّعيدَة، والمُفرِحَة والإيجَابيَّة، أَمَّا الأَخبَار التَّعيسَة، فهي تَأتِي مِن تِلقَاءِ نَفسهَا، لأنَّها مَدعُومَة بقوّة الشَّر، فلَا تَكونُوا مِن الأَشرَار، بدَعمكم للشَّرِّ..!!

@Arfaj1

Arfaj555@yahoo.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store