Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

دوام الموظفين من منازلهم!

ضمير متكلم

A A
* خلال إحدى رحلاتي الدولية، قابلتُ مجموعة من العرب الذين يعملون في إحدى الشركات الكبرى في أمريكا، يومها قادني الحديث معهم للاستفسار منهم عن نظام دوامهم؛ فأخبروني بأن مَن يحكم ذلك ويتحكَّم فيه «ليس ساعات العمل، وتَوْقِيْعي الحضور والانصراف»؛ بل «الإنجاز»، فالموظف مُطَالَب يوميًّا بحد أدنى منه، بحسب طبيعة وظيفته، وأما إذا حقّق مستويات أعلى؛ فيحصل على مكافأة أو بَدل!

* مِن وقتها وأنا أتمنى تطبيق مثل ذلك النظام في مؤسساتنا الحكومية؛ حيث بعض موظفينا لا يهمهم إلا إثبات حضورهم صباحًا؛ ثم الخروج بعدها هنا وهناك، أو ممارسة التسكُّع بين المكاتب، ومنهم الذي يحضر جسدًا، فيما يغيب روحًا عن أداء مهامه المُكلَّف بها؛ فهو غارق في مداعبة هاتفه المحمول، ومطاردة الألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل الحديثة!

* تلك الممارسات نتيجتها بالتأكيد تعطيل مصالح المراجعين، وكذا التأثير سلبًا على تنمية الوطن، إضافةً إلى ما يُخَلِّفُه من ظلمٍ واضح للموظفين المخلصين والملتزمين؛ وذلك عندما تتم مساواتهم بالرواتب والمكافآت مع أولئك المتلاعبين؛ الذين قد يحظون بها وحتى بالترقيات عن طريق الواسطة، وذلك التقييم العَبثي الذي يتحكَّم به المديرون المباشرون!

* ولذا ما أرجوه سرعة تفعيل وتطبيق (برنامج قياس إنتاجية الموظف إلكترونيًّا) الذي تعكف عليه «وزارة الخدمة المدنية» من خلال معهد الإدارة؛ فهذا سيكشف -بوضوح- الموظفين ذوي الإنتاجية المنخفضة، ويحدُّ من تأخُّر المعاملات والمشروعات، ويساهم في تقدير الاحتياج الوظيفي الحقيقي لكل مؤسسة.

* ذلك المؤشر الإلكتروني نتطلع إليه ونحتاجه، ولكن على أن يسبقه خَلْق بيئة وظيفية صحية وعادلة، كما تبحث عن عقاب المُقصِّرين، تحرص جدًّا على مكافأة المبدعين، وكذلك صناعة قيادات إدارية مؤهلة وقادرة على وضع الخطط، وتحديد المهام والصلاحيات لكل موظف، مع تكليفه بما يوافق مؤهلاته.

* أخيراً، تحرص العديد من الدول حول العالم على تقليص ساعات العمل في المكاتب، مقابل زيادة الإنتاجية التي يمكن للموظف أن يصل إليها، حتى وهو يمارس واجباته عن بُعْد أو من منزله، وذلك باستثمار التقنية الحديثة ومنصات الاتصال والتواصل المؤسسي؛ فهل يمكن لوزارتي الخدمة المدنية والعمل، دراسة ذلك التّوجّه العالمي، وإمكانية تطبيقه عندنا، لاسيما والمجتمع السعودي تِقَنِي بامتياز، وفاعل في الإنترنت وبرامجها؟.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store