Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عائشة عباس نتو

غازي القصيبي.. كم يتعبنا بعادك!

مزامير

A A
لا أفهم لماذا أشعر في هذه الأيام بحنين إلى حديث الدكتور غازي القصيبي رحمه الله..

لا أدري إن كانت فيروز تعنيها فعلًا عندما قالت: «أنا عندي حنين ما بعرف لمين».

أحن إلى أيامه، رحمه الله.. لقد كان يتجرّد من ألقابه وهو يخطّ بحبٍّ ونبل إهداءات كتبه لمحبيه.. كان رحمه الله صادقًا بكل تفاصيله، مباركًا بكل أفعاله.

في أول معرض تشكيلي خُصص ريعه لجمعية إبصار الخيرية بعد وفاته رحمه الله، وضم لوحات فنية لضعاف البصر، و(بورتريهات) لشخصيات شهيرة كفيفة منهم طه حسين والبردوني، اختلفنا أنا وزميلي في مجلس إدارة الجمعية على وضع صورة (بورتريه) لغازي القصيبي في المعرض، لكني نجحت في إقناعه، وضمَّ المعرض صورته؛ لأنه كان -رحمه الله- من كبار الداعمين للمعاقين.. وكانت المفاجأة أن صورته حققت أكبر ريع للجمعية، وكأنه خير لا ينقطع، ونبلٌ لا يتوقف.

هو الحنين إليك أيها الراحل عنا.. الحنين لقراءة الوجوه والملامح والمسامرات الثقافية، بعيدًا عن انشغالنا بحياة افتراضية.

كم نحن بحاجة لسماع صوتك فينا اليوم وأنت تردد:

«نعم نحن الحجاز ونحن نجد..

هنا مجد لنا وهناك مجد»

كان صوتك حينها ينساب كجدول الضوء في عتمة الظلمة الحالكة.. نعم أحن إلى صوتك بالأمس، وأنت تدافع عن تمكين المرأة في العمل الخاص في منصات المنتديات والمؤتمرات، وعبر عملك الرسمي وزيرًا للعمل.

وأخيرًا لعلني أخذتكم اليوم بحنيني للبوح عن رمز الوطن، الأديب والسياسي الدكتور غازي القصيبي.. إننا بحاجة إلى شهيق البوح الذي يخرج منه زفير الشوك والورد.. لا أعلم أي منا يذكر الآخر أيها السفير والوزير؟ لك أحن في هذه الأيام.. لقد أتعبنا بعادك، أتعبنا كثيرًا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store