Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
منى يوسف حمدان

"صالح النجار".. رمز العطاء في المدينة النبوية

A A
عندما تنتقل الروح إلى باريها، لا يبقى للناس في هذه الحياة الدنيا إلا ذكراه العطرة، وعمل صالح يُخلِّده في الحياة الدنيا، بعد أن يُكتب له القبول من رب السماوات والأرض. عندما نتذكَّر أمواتًا كانوا بيننا ونثني عليهم، حتمًا ولا بد بأن ملائكة السماء أخذت أمرًا من ربها لتجعل له القبول في الأرض بين الناس.

"صالح النجار"، رمز العطاء والخير والعمل التطوعي في المدينة النبوية، غادر الحياة الدنيا إلى دار البقاء بعد صراعٍ مع المرض الذي ابتلي به، ونسأل الله تعالى أن يكون كفَّارة له ورفع درجاته، غادر الدنيا مع شربة زمزم، وبعد انقضاء صلاة الجمعة في يومٍ مبارك، ومن علامات حسن الخاتمة التي يستبشر بها أهل الميت.. وقد وجدتُ من أهل المدينة لمسة وفاء -كما هي عادتهم- بأنهم لا ينسون الفضل بينهم، فقد تجمَّعوا على محبة هذا الرجل، وذكر مناقبه وأعماله التي طالت كل جوانب الحياة الاجتماعية والخيرية والتطوعية والعلمية في المدينة، وأكرمني الله لأكون ضمن هذه المجموعة المباركة، وسألت الله العون لأُسطِّر بعض مناقب الفقيد التي يشهد بها القاصي والداني؛ ليكون نبراسًا يُحتذى به عبر الأجيال، ولنُعلِّم الأبناء والبنات بأن بيننا قدوات حية تستحق أن تُذكر وتُشكر، ويُخلَّد اسمها في سجلات التاريخ المعاصر.

نعم "صالح النجار" عُرف بين أهل المدينة معلمًا للرياضيات لمدة سبعة عشر عامًا، وتقاعد ليتفرغ للأعمال الخيرية والتطوعية، فكان أحد مؤسسي جمعية المكفوفين الخيرية "رؤية"، وأحد مؤسسي الجمعية التعاونية للتدريب والدراسات الاستشارية، وكان قائدًا كشفيًّا، مهتمًّا بجمعية دار السعادة للمسنين، ومن المؤسسين لها، حتى كان آخر حديثه عنها مع صفوة أصدقائه عندما قال لهم: (جمعية دار السعادة روحي).

جعل الله روحه مع السعداء في الدار الآخرة.. فالفقيد كان عمدة للحرة الغربية، وكان معروفًا بقضاء حوائج الناس، وإصلاح أحوالهم، وجمع القلوب على المحبة والتوفيق بينهم.

مَن سخَّره الله لقضاء حوائج الناس، ومن كان في عون العباد، وإدخال السرور على قلوبهم، والتفكير في حل مشكلاتهم، وتلبية متطلبات حياتهم -صغيرها وكبيرها-، حتمًا ولا بد سيناله كرم أكرم الأكرمين، ولن يُضيِّعه حيًّا وميتًا.

أفكارٌ تتوالى من مُحبِّيه، وهي حقٌّ وواجبٌ علينا جميعًا لجمع كل منجزات وأعمال ومبادرات "صالح النجار" في كتيب توثيقي، أو فيلم وثائقي يُعرَض في كل المناسبات الخيرية والتطوعية، والرفع للجهات المعنية؛ باسم كل مَن عاصره وعمل معه، لتكريم الراحل، وإطلاق اسمه على أحد الشوارع أو الميادين، وقاعات التعليم والتدريب والجمعيات؛ لأن الرجل يستحق التكريم، والدعاء له في كل وقتٍ وحين، ونحن مُقبِلُون على شهرٍ كريم مبارك، نسأل الله أن يكرمَ نزله، ويرفعَ درجاته في عليين، مع الصديقين والشهداء والصالحين، وبحوار سيد المرسلين، وأن يُحسنَ خاتمتنا أجمعين، وأن يكون آخر عهدنا بالدنيا عملٌ صالح مقبول، وأن يُلهمنا جميعًا حُسن القول والعمل.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store