Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

محاكمنا ومساجدنا.. ورؤية 2030

A A
وزارتا العدل والشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، من أبرز المؤسسات الحكومية ذات العلاقة بخدمة المواطن، التي تسعى لتحقيق أعلى درجات الراحة في عباداته ومعاملاته، فهما تُمثِّلان المرايا التي تعكس مدى ما وصلنا إليه من تقدُّم ورُقي حضاري، وقد لامسنا -نحن المواطنون- الكثير من مُعزِّزات ذلك التقدَّم التقني في كلتا الوزارتين، من خلال ما تُقدِّمانه من خدمات، كالخدمات القضائية المتمثلة في وزارة العدل، في افتتاح بعض المحاكم المتخصصة، وتيسير الإجراءات الإدارية تقنياً في مختلف مسارات القضايا ذات العلاقة بها، وكالخدمات الإدارية في وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، إلا أن عدد من منسوبي الوزارتين ما زالوا في حاجةٍ ماسة إلى خطواتٍ متباعدة في مجال عملهم، لعلي هنا أذكر أهم تلك الخطوات، فعلى سبيل المثال لا الحصر:

1- نعلم أن التقدُّم التقني في تسيير الجوانب الإدارية أمرٌ مهم، وقد تَحقَّق في الوزارتين، وتُشكران على ذلك، لكن يتبقَّى أن يُساير ذلك، تطوُّر فِكري للعاملين بالوزارتين، يتماشى مع ذلك التطوُّر التقني، حيث أرى أن هنالك تباعدا لافتا بين التقنية المعمول بها وما تعيشه من تطور، وبين ما تمارسه فئةٌ من المنتمين إلى الوزارتين،

وخاصةً في وزارة العدل، حيث أرى أن عددا من العاملين بها يستوجب خضوعهم لتدريبٍ مُكثَّف على استخدام تلك التقنية وطريقة معاملة الجمهور المراجع لتلكلما الوزارتين.. فالأسلوب الجاف لبعض منسوبي الوزارتين في المعاملة، لابد وأن ينقرض، بالإضافة إلى مسح شعور بعض المنتمين إلى الوزارتين، بأن ما يقومون به من خدماتٍ تُعدُّ تفضُّلاً وكرماً منهم، وليست واجباً ملزم التنفيذ، نظير ما يتقاضونه من رواتبٍ مقابل ذلك العمل الذي يقومون به.

2- اللافت للانتباه أن الإجراءات البيروقراطية أصبح لا مكان لها في هذه المرحلة المتسارعة التطور، والتي تُنادي به حكومتنا الرشيدة -رعاها الله- من خلال ما تتطلَّبه خطتنا الطموحة2030، والتي تحثُّ على الكثير من قِيَم التعامل الفاضل بين الموظف والمواطن.

3- أغلب مساجدنا -وللأسف الشديد- لا يتحقق فيها أدنى متطلبات النظافة، وخاصة في دورات المياه المتصلة بها، وهذا حتماً لا يُحقِّق المطلب الأهم في أداء الصلوات، وهو النظافة، فهل يُعاد النظر في ذلك؟!.

وأخيراً، كم أتمنى من الجهات ذلك العلاقة بالتوظيف؛ أن تحرص على سنِّ الأنظمة التي تُوجب على كل موظف أن يخضع للتدريب -مهارياً وسلوكياً- على القيام بدوره قبل الالتحاق بالوظيفة في مختلف المؤسسات الحكومية. والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store