Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
فاتن محمد حسين

دبلوم خدمات الحج والعمرة.. ومعايير القياس والتقويم

A A
حينما أعلن عن الدبلوم المهني لخدمات الحج والعمرة بجامعة الملك عبدالعزيز.. سجلت كغيري من المطوفين والمطوفات.. من ذوي الطموح والهمم العالية لصقل الخبرة الميدانية بالمعرفة العلمية ليكون الثراء والاحترافية في مجال خدمة ضيوف الرحمن.

وحقيقة كان البرنامج جيداً وهو من إعداد كلية السياحة؛ حيث تنوعت المواد ما بين: إدارة الحشود، وإدارة الجودة الشاملة في خدمات الحج والعمرة، والإدارة البيئية، بالإضافة إلى الملف الصحي، والإدارة التشغيلية، وإدارة وسلامة الأغذية والمشروبات،.. مواد أخرى قمت بتدريسها مهنياً: كاللغة الإنجليزية، وأخرى قدمتها في ملتقيات اجتماعية متنوعة مثل: مقدمة في خدمات الحج والعمرة، والإتيكيت في التعامل مع ضيوف الرحمن... ولكن شغفي العلمي ربما هو هاجسي الأول..

والجميل إن حضور المطوفين والمطوفات قد أثرى الدبلوم بأفكارهم ومناقشاتهم وذلك باعتراف الأساتذة والأستاذات أنفسهم وأنهم استفادوا شخصياً من مناقشاتنا وأطروحاتنا؛ فالتنظير لم يكن ذا معنى لولا وجود فئات عركت الميدان.. بل حتى المبادرات الجماعية من أشخاص مشاركين -من جهات أخرى- قد استفادوا من أطروحاتنا وتفتحت لهم آفاق متنوعة.

وما أريد التحدث عنه هو :(أساليب التقويم والقياس) في الدبلوم فقد أكد الأساتذة أنها تعتمد على الحضور، والمشاركة الشفهية، وعمل مبادرات كعمل جماعي.. والتي قيل إنها سترفع لوزارة الحج والعمرة للاستفادة منها..

وكنت في كل مادة أتساءل لماذا لا تكون هناك اختبارات؟! لأنها هي المحك الأساسي للتفريق بين المشاركين في الأعمال الجماعية والمناقشات.. خاصة حينما تتصف بالصدق والثبات.. فالاختبارات من أنواع المقاييس المهمة في التقويم..!!.

وبعد مضي ثلاثة أشهر حان وقت الحصاد والتكريم وإعطائنا (شهادات الدبلوم)، للأسف لم يكن التكريم يليق بنا ولا بذلك (الدبلوم المهني) الذي حضره خبراء في المجال وهو يعقد لأول مرة على مستوى جامعات المملكة؛ فجامعة الملك عبدالعزيز دائماً سباقة للمبادرات العلمية وبما يخدم المجتمع وطبعاً للاستفادة منه في التوجه نحو الخصخصة؛ فمثل هذا الدبلوم يدر دخلاً على الجامعة بأكثر من نصف مليون ريال.

التكريم كان فقط بنداء اسمين من المشاركات وهما المتميزتان على جميع الطلاب والطالبات وعددهم (105 أشخاص) مما سبب استياء الكثيرين.. خاصة وأن هناك منهم حملة دكتوراه ورغبوا في أخذ الدبلوم للتحديثات المعرفية المتجددة.

وبالرغم أن الشهادة مكتوب عليها (اجتياز دبلوم) ولكن مع ذلك كان هناك كشف درجات..!! وبه إجحاف كبير لحقوق بعض الطلاب والطالبات ولا نعرف ما هي المعايير التي اعتمد عليها في القياس؟!، صحيح إن الكثيرين قد حصلوا على ممتاز في معظم المواد ولكن (الامتياز) مختلف عن (التميز)..!! وربما كانت هناك معايير أخرى خفية لا نعرفها..!!، نرجو أن لا يكون منها: السن (الشباب)، الجمال، وغير أهل مهنة الطوافة.. هم من يستحق التميز!!..

هنأني الكثيرون بالحصول على الدبلوم ولكن تميز أحدهم بقوله:»سامحيني أختي الكريمة فليس مثلك من يسعى نحو مثل هذا الدبلوم.. بل كان ينبغي أن تكوني إحدى محاضريه.. أرجو مراعاة ذلك مستقبلاً».

شكراً لسعادة د. طارق كوشك؛ الأكاديمي بجامعة الملك عبد العزيز والخبير الاقتصادي، ونائب رئيس مؤسسة مطوفي حجاج تركيا وأوربا وأمريكا وأستراليا.. نعم تهنئة متميزة ونصيحة للأخذ بها مستقبلاً.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store