Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز دبلول

ضاعت فلوسك يا صابر

A A
العمل والنقد رفيقان لا يفترقان ولا مجال لأي محاولة لتفريغ الأول عن الثاني والنجاح الحقيقي لا يخلو من سلبيات تستدعي الرأي الصادق والشجاع لكشفها وإلقاء الضوء على طرق تفاديها في المستقبل، كنّا أمام نجاح كبير كاد أن تحققه إدارة الجنرال الوحداوي حاتم خيمي هذا الموسم وأقصد بالنجاح الكبير في المضمون والأهداف وليس النتائج واستبشرت الجماهير الوحداوية بدعم المستشار تركي آل الشيخ وعاش الكثير فوق سحب النشوة والمدح، وسقف الطموح ارتفع لدى الكثير من الجماهير دون أي لفتة ولو محدودة حول بعض النقاط الهامة التي تتسق مع قوانين اللعبة، فتارة نتحدث عن تحقيق بطولة دوري الأمير محمد بن سلمان وتارة أخرى نتحدث عن اللعب في دوري أبطال آسيا عطفاً على الدعم الكبير المقدم من المستشار فالدعم والفكر جزء من اللعبة وليس كل اللعبة.

أتذكر بأنني كتبت سلسلة تغريدات في حسابي الشخصي بتوتير قبل انطلاقة الموسم ومنذ أن أعلن المستشار وقفته مع نادي الوحدة مخاطباً الجماهير الوحداوية، ذكرت حينها علينا التريث وعدم الاستعجال ورفع سقف الطموح المبالغ فيه وعدم الضغط على إدارة النادي فتحقيق المركز السابع أو الثامن يعتبر جيد لأول إطلالة للفريق بعد صعوده لدوري المحترفين، فالتركيز على جوانب أخرى في ظل الدعم الكبير أسمى بكثير خلف الركض وراء إنجاز وقتي قد لا يتحقق وقد يتحقق بالصدفة ولغة الأرقام والإحصائيات والدراسات والتجارب الناجحة لا تعترف بمبدأ الصدف.

فالدعم المقدم غير مسبوق فلو تم استغلال الدعم بالتركيز على تطوير منظومة الكيان بحيث يصبح نادي الوحدة معلم من معالم مكة الحضارية ومزارًا لكل ساكني مكة وقاصديها لدخلنا التاريخ ولو تم تبني عشرة لاعبين من لاعبي الفئات السنية بتطبيق الاحتراف الكامل لهم بابتعاثهم للخارج لكي تصبح الرياضة أسلوب حياة للاعبين لكررنا جيل الهوساوي والشمراني والمحياني والموسى، ولو فعلنا الشراكات المجتمعية مع بعض الجهات الحكومية والأهلية وفي مقدمتهم إدارة التعليم والقيام بعمل ورش عمل لدراسة كيفية استهداف الأجيال القادمة واستقطابهم لتشجيع نادي الوحدة لتكوين قاعدة جماهيرية وحداوية من أبناء مكة أفضل وبكثير من توزيع التذاكر بالمجان.

فممارسة التدريبات اليومية داخل الكيان من أهم عوامل قوانين اللعبة التي تولد شعور لدى اللاعبين باحترام الكيان، فعندما نريد البحث عن المنافسة على البطولات المحلية أو الإقليمية نحتاج لمنظومة عمل احترافية داخل الكيان من عيادات طبية ومركز إعلامي وجماهير تحضر للتدريبات اليومية أمر في غاية الأهمية هذا ما افتقدناه خلال هذا الموسم حيث كانت التدريبات اليومية تقام على ملعب رديف الجوهرة بجدة والنادي يقع بمكة فالتدريبات في وادي والكيان في وادي آخر، وهذا الشعور يستشعره بشكل أكبر الجهاز الفني واللاعبين المحترفين الأجانب.

وبسبب البحث خلف إنجاز وقتي ولا يغني من جوع نهاية الموسم المركز الذي سوف نحققه لا يختلف كثيراً عن المراكز التي حققناها في المواسم الماضية رغم اختلاف الدعم.

وختاماً أتمنى استمرار إدارة الجنرال لإيماني بالفكر الراقي الذي يتمتع به الكابتن حاتم ولكن كم أتمنى بأن يتم التركيز على البنية التحتية للنادي ولكي لا نردد المقولة الشهيرة (ضاعت فلوسك يا صابر).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store