Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

أربعة عقود من الإرهاب!!

A A
منذ العام 1979 م وحتى اليوم، هناك أربعة عقود كاملة من الزمن.. 40 عاماً جرت فيها مياه كثيرة في الخليج العربي، وتغيرت أشياء كبيرة وكثيرة جداً.. شيء واحد فقط بقي كما هو جامداً دون تغيير، ألا وهو الفكر التوسعي لحكام طهران؛ وتلك السياسات الإرهابية والمؤذية القائمة على فكرتي (ولاية الفقيه) و(تصدير الثورة).. فمنذ 1 فبراير 1979 وأموال الشعب الايراني تهدر بسفه وحماقة في سبيل تحقيق منهج شيطاني طوباوي، لم ولن يكتب له النجاح؛ لأنه يتناقض مع أبسط مبادئ الإسلام والسلم وحسن الجوار.

زرع بؤر التوتر والفتن في جميع أرجاء العالم الاسلامي من أجل التدخل والسيطرة؛ هدف إستراتيجي قديم للنظام الايراني، بل هو تصور شبه وحيد له كشفت عنه علانية الخطة العشرينية للنظام الإيراني (2005 - 2025) وهو أن يصبح نظام طهران القوة المحورية المهيمنة، والدولة الأكثر تأثيراً في عموم المنطقة، وأن يبسط النظام نفوذه السياسي والعقدي على المنطقة العربية من العراق وحتى المغرب. لذا لم يكف ملالي إيران عن اللعب بورقة «الولي الفقيه» منذ أربعين سنة، فبالرغم من المقاطعة شبه الكاملة لهذا النظام العدواني من معظم دول العالم؛ لا زال معممو النظام يسوّقون لأنفسهم على أنهم الراعي الرسمي للتشيُّع، ولمصالح الشيعة المستضعفين في العالم ، بل ويصورون للجميع أنهم النظام الحادب على شؤون الأمة الإسلامية جمعاء، مستخدمين مصطلحات وشعارات عاطفية رنانة مثل الوحدة الإسلامية والتضامن الإسلامي!.

الأدهى حين يحاول النظام خداع الشيعة العرب بتصوير المرشد «الوليّ الفقيه» على أنه القائد الأعلى الذي يجب اتباعه وطاعته ولو على حساب أوطانهم وولاة أمرهم!. وهي اللعبة الأكثر خطورة، والوسيلة الأكثر ممارسة التي يدق بها أذناب النظام الإيراني أسافين الطائفية والفرقة بين شرائح الشعوب المستهدفة، وتغذية شرايين الكراهية؛ خصوصاً بين العوام و البسطاء، مما يخلق حالة من الخوف والتربص تسهل معها مهام الخونة، مما يسهل إنشاء المليشيات الإرهابية ودعمها، وهي الاستراتيجية الثانية التي تعتمد عليها الفلسفة الإيرانية ، حيث تدعم إيران -بلا حدود- فرقاً ارهابية معروفة مثل (حزب الله وفيلق القدس، الحوثي، القاعدة) وغيرها ممن يؤججون الصراعات، ويخلقون التوترات، كما يحدث في لبنان وسوريا والعراق وغزة واليمن وصولاً الى أذربيجان وأفغانستان والصومال وأريتريا ونيجيريا ودول شرق آسيا حيث تشكل هذه المنظمات مصدر قلق وتوتر لحكومات تلك الدول وشعوبها و تعيقها عن التنمية.

40 عاماً لم يتوقف فيها النظام الارهابي في طهران -رغم العقوبات- عن إيذاء جيرانه يوماً واحداً بهذه الممارسات والأساليب العدوانية، تثبت أن الإرهاب والعدوانية تعد جزءاً أصيلاً من فكر هذا النظام ومن عقيدته السياسية الجامدة .. وتضع العالم كله أمام مسؤولياته تجاه إيقاف هذا العبث الفارسي الذي طال أمده.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store